نشأ المجلس الدولي للغة العربية بمبادرة قدمت إلى اليونسكو بمناسبة إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2008 عاما دوليا للغات. وهو يلقى الدعم الكامل من الدول والجمعيات والاتحادات العربية والمنظمات والهيئات الدولية، ومن المقرر أن يعقد المجلس مؤتمره الثاني في يونيو المقبل في دبي.
"البيان" التقت المنسق العام للمجلس الدولي للغة العربية وطرحت عليه مجموعة من الأسئلة، تتعلق بلغة الضاد والمصاعب التي تواجهها:
قضايا اللغة
ما هو الجديد في مؤتمركم الثاني بعد مؤتمر بيروت، وما هو عنوانه؟
مؤتمرنا المقبل هو "اللغة العربية في خطر، الجميع شركاء في حمايتها" حيث يركز على وثيقة بيروت التي حملت هذا العنوان، وهذه الوثيقة عبارة عن خارطة طريق تتضمن 20 بنداً تعالج كافة قضايا اللغة العربية، بدءاً من الدستور وأنظمة الحكم إلى التعليم والتشريع والتقنية والاستثمار في اللغة. أقام المجلس الدولي للغة العربية بالتعاون مع اليونسكو ومكتب التربية لدول الخليج العربية، حيث تم تقديم ملخص لـ 250 بحثاً للمؤتمر. نحن نطمح إلى بحث هذه القضايا والخروج بآليات للتنفيذ.
ما هي هذه الآليات؟
هناك الكثير من الحجج والمبررات التي يستخدمها الكثير ممن يؤيد اللغة الأجنبية في مؤسساتنا التعليمية وسوق العمل وفي التقنية والادارة.
ولا يعقل بأي حال من الأحوال أن تكون الدول العربية متراجعة عن غيرها من الدول الحديثة جداً والبعض منها أحيّت اللغات الميتة التي لا توجد حياة فيها ولا سوق. وتركز على هذه اللغات وتعلم أبناءها وتقوم بالصناعة والتجارة والادارة بلغاتها. والأمثلة كثيرة. وهل اللغة العربية أقل أهمية من اللغة الألمانية واليابانية والكورية وغيرها. ومحاور المؤتمر مفتوحة على كافة الموضوعات، وخاصة الاستثمار في اللغة العربية.
استثمار
ماذا تقصدون بالاستثمار في اللغة العربية؟
اللغة العربية هي استثمار حقيقي في القدرات العقلية والمهارات لدى الأفراد وبمفهوم رأس المال البشري، كلما ازدادت مهارات وقدرات الفرد كان قادراً على الابداع والابتكار. والاستثمار في اللغة العربية له سوق أهم من اللغة الانجليزية لأنها مرتبطة بما يزيد على مليار ونصف مليار مسلم يتعبّدون بها. وبالتالي لو استثمر في هذا الجانب لحقق مكاسب تفوق عائدات البترول في الوقت الحاضر.
كيف يمكن أن تكون اللغة مؤثرة في التجارة والاقتصاد؟.
سؤال مهم جداً، ولو نظرنا إلى مجتمع التقنيات والمتجات الصناعية التي تستخدم اللغة الأجنبية لوجدنا أن المستفيد من هذه التقنيات والصناعات هم ما يقارب 30 بالمئة ضمن اللغة الأجنبية. ولكن 70 بالمئة من المواطنين العرب لا يجيدون اللغات الأجنبية، وهنا نخسر هذه النسبة من سوق المستهلك. في حالة التعريب، فإننا نستطيع أن نرفع مستوى سوق البيع لأي مصنوع بحيث يستفيد جميع المواطنين من خلال ادماجهم في سوق العمل.
اهتمام
ما هو رأيك بالاهتمامات التي تلقتها اللغة العربية في البلدان العربية؟
قبل كل شيء، لا بد من تثمين مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في دعم اللغة العربية وإعطائها الأولوية في حياتنا العربية، وهو إذ يرعى مؤتمرنا إنما يشجع كافة المؤسسات للحفاظ على اللغة العربية لأنها جزء من هويتنا الثقافية إن لم تكن جوهرها.
لماذا اللغة العربية في خطر؟
اللغة العربية في خطر لأنها تبتعد يوماً بعد آخر عن العلوم والمعارف والتقنيات والصناعات والمنتجات المختلفة، وكذلك إن ابعاد اللغة العربية عن سوق العمل والادارة يفرض على الأسر تعليم أبنائها اللغة الأجنبية. ومؤتمرنا الثاني الذي سينعقد في دبي في يونيو المقبل سيقدم المعالجات والحلول.
سيرة
الدكتور علي بن عبدالله بن موسى، أكاديمي خريج جامعة ولاية نيويورك، مختص في التعليم الدولي المقارن، عمل عميداً لكلية التربية. وأميناً عاماً مساعداً لمؤسسة الفكر العربي، وله العديد من الدراسات والأبحاث وهو يشغل حالياً منصب المنسق العام للمجلس الدولي للغة العربية.