بين الجرأة في الطرح، والرومانسية التي نستنشق عبرها رائحة الحياة، ونعيش من خلالها أحاسيس رقيقة، نجح الكاتب الكويتي الشاب فهد العليوة في أن يلفت الأنظار إليه وإلى إمكاناته، وخصوصاً بعد ثلاثيته الدرامية المتميزة «ساهر الليل» التي امتزج فيها الحب مع الحرب، في ملحمة حصدت نسبة مشاهدة عالية.
وها هو هذا العام يصافح الفنانة حياة الفهد (أم سوزان) في مسلسله الجديد «حال مناير» الذي أجله 3 سنوات لأجل عيونها، لافتاً إلى أنه كتبه بحس كوميدي ممزوج بالتراجيديا، ومعتبراً إياه خطوة تجاه الكوميديا، ومشيراً إلى أنه يحترم الرقابة، ومطالباً المسؤولين فيها برفع السقف بعض الشيء للخروج من مطب التكرار.
«البيان» تواصلت مع العليوة الذي ينافس بقوة في مسلسليه «حال مناير» و«قابل للكسر» تاركاً الحكم للمشاهد.
تشارك هذا العام بمسلسل «حال مناير»، ما الجديد الذي تناقشه في العمل؟
«حال مناير» قصة إنسانية بسيطة، تسلط الضوء على ظلم المرأة في مجتمعنا من قبل المرأة نفسها مع بعض الإسقاطات والرمزية على واقع المجتمع، والجديد فيه بالنسبة إليّ هو الكتابة بحس كوميدي ممزوج بالتراجيديا، وهو ما أعتبره خطوة لي تجاه الأعمال الكوميدية التي أتمنى أن تعود لتتصدر الأعمال الخليجية كما في السابق.
وماذا عن «قابل للكسر»؟
عمل رومانسي أقدمه بشكل جديد من حيث الطرح، ويكمن التجديد فيه بكمية التراجيديا وبعض الخطوط الاجتماعية، وهو ملحمة عاطفية تستعرض ضعف الإنسان أمام الحب، وكيف يتحول من شخص قوي إلى شديد الهشاشة قابل للكسر بسهولة.
اللعب مع الكبار
«اللعب مع الكبار يجعلك كبيراً» لأي مدى تتفق مع هذه المقولة؟
مع احترامي لقائلها ولكل النجوم، فإنني ضدها، فما يجعل الكاتب كبيراً عمل جيد يفرض نفسه بغض النظر عمن يعمل معه، ودليل ذلك الكتاب الصغار الذين لعبوا مع النجوم الكبار، فقدموا أعمالاً لا تليق بهم وفشلوا في التحدي. وما يهمني في أي مسلسل هو أن يضيف لي كعمل جيد، وليس كتعاون مع فنان أو فنانة، وأن تكون الفائدة متبادلة، لأن النص الضعيف لن تشفع له بطولة أهم النجوم.
هل تكتب نصوصك لأسماء معينة؟
فكرة المسلسل وقصته تناديان أسماء معينة وتفرضهم عليّ، وحين أباشر كتابة السيناريو والحوار أبدأ بتخيل هذه الأسماء والكتابة لها لتقديم شيء جديد يناسبها، وفي مسلسلي «حال مناير» حصل لي الشيء ذاته مع الفنانة حياة الفهد، فالشخصية منذ كانت في خيالي، كانت تنادي أم سوزان وتنطق بلسانها، ولذا كنت حريصاً على أن تلعب هي دور البطولة، وأجلت المسلسل ٣ سنوات فقط من أجل أن لا تقوم أي فنانة غيرها بالدور.
لأي مدى تقبل تعديلات الفنانين على نصوصك، وخصوصاً النجوم الكبار كحياة الفهد مثلاً؟
الفنان معي أمام خيارين فقط، إما قبول النص أو رفضه، وخيار التعديل ليس وارداً أبداً، فكلمة تعديل كبيرة جداً، وبصراحة أرفض أي تعديل خاصة بعد المباشرة في التصوير، فمن الممكن أن يضيف الفنان بعض التفاصيل للشخصية المكتوبة بعد نقاش معي ومع المخرج، وهذا أمر إيجابي وفي مصلحة العمل، أما بالنسبة إلى حياة الفهد، فهي مدرسة في الكتابة والتمثيل على حد سواء، ويشرفني أن تعدل على نصي، لكن ذلك لم يحدث، لأنها كانت مقتنعة بالنص منذ البداية، ولا أنكر أنها أضافت من خبرتها الكثير لبعض المشاهد والحوارات، خاصة في ما يتعلق بالجانب الكوميدي من الشخصية دون وتغيير في مجريات الأحداث أو تطور خطها الدرامي.
رقابة ومحاذير
هل تخشى الرقابة، ولأي مدى تضعها نصب عينيك حين تكتب نصاً جديداً؟
أنا شخص يحترم القانون ولا يخشاه وحريص على الالتزام به، فنحن نعيش في مجتمع مدني متحضر يحكمه القانون، وبناءً على ذلك أحترم الرقابة وإن كنت أختلف مع بعض محاذيرها، وأحاول قدر المستطاع أن أوفق بين ما أقدمه وبين قوانين لجنة رقابة النصوص في وزارة الإعلام الكويتية، مع المحافظة على المضمون والرسالة التي يجب أن تصل إلى المشاهد، متمنياً أن يرفع المسؤولون السقف قليلاً كي لا نكرر أنفسنا.
ما توقعاتك لمسلسليك في السباق الرمضاني، وأين سيكون مكانهما؟
قدمت كل طاقاتي في العملين، وطرحت فيهما قضايا مهمة، وأتمنى أن يرضيا تطلعات الجمهور، فالحكم له دائماً.
اختيار
تم اختيار الكاتب الشاب فهد العليوة أخيراً ضمن 100 شخصية مبدعة ومؤثرة في موسوعة «ثمين الكويت»، وقد عبّر عن سعادته بهذا التكريم، لافتاً إلى أن سعادته لا توصف، وقال: «فرحتي كبيرة بهذا الاختيار والتكريم، لا سيما أنه برعاية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح».