اشتهرت الكاتبة ريم الكمالي منذ إصدارها الأول بكتابة الرواية التاريخية، وها هي اليوم تُطِل بروايتها الثانية «تمثال دلما»، وبعد سنوات على كتابتها، يأتي أبطالها إلى الحياة، ويتقدموا في خيوط مترابطة حتى تبدأ الألغاز والحلول بالظهور معاً، لتضع الروائية مقدار طاقتها كاملاً في السرد وتجعل الشعور فريداً من نوعه وهي تدور حول الأبطال حتى نهاياتهم، أما اليوم فنحن نحاورها بعد نيلها جائزة الشارقة للإبداع عن روايتها «تمثال دلما» وتكريمها من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ضمن فعاليات الدورة الحالية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب.

فلسفة الرواية

حدثينا عن روايتك الأخيرة وما الفلسفة التي تحملها؟

من الصعب الحديث عن رواية طويلة في جمل مقتضبة، لكنني أستطيع أن أحدد المعنى في قدرات الإنسان وانكشافه بوصفه كائناً متغيراً يمضي بما لديه، فيحدث له ما هو خارج عن إرادته، وعما يبحث وما يدور في خلجاته وعلاقته بالآخر والطبيعة، كل هذا النمو الداخلي من خلال بطل الرواية النحات الذي يعيش في جزيرة دلما في عصرها البرونزي، وفي بحر الخليج وفي زمن الحضارات البائدة على سواحله من حضارة «دلمون» و«ماجان» و«سومر» و«عيلام»، لتمضي الحكاية به وبمن حوله، ويتداعى الزمن وتتبدل المصائر في جزيرة شبه معزولة.

حافز ودعم

ماذا عن فوزك بجائزة الشارقة للإبداع عن فئة الرواية، وما الذي يعنيه لكِ ككاتبة ومحررة بصحيفة «البيان»؟الجوائز في حد ذاتها تمنح الكاتب حافزاً ودعماً معنوياً لا مثيل له، فالكاتب أو الروائي ليس كالموسيقي الذي يقدم مقطوعته الإبداعية أمام العالم في مسرح وخلال ساعات قليلة، كما أنه ليس كالشاعر الذي يلقي قصائده على الجمهور خلال أمسية، فالروائي أمر مختلف، بحاجة إلى القارئ الصبور ليقرأ له، فالرواية سرد طويل فيه من التأملات والفلسفة والخبرات الكثير.

أما الكتابة التحريرية بالنسبة لي تمرين على الكتابة، وإن لم يشبه الأسلوب الصحفي الأسلوب الإبداعي، غير أنني أشفي غليلي بالتحرير والبحث عن الموضوعات المعرفية والثقافية إجمالاً.

ما الجوائز التي حصلتِ عليها مسبقاً من خلال روايتك الأولى «سلطنة هرمز»؟

رواية سلطنة هرمز صادرة عام 2013، عن دار كُتاب، حصدت جائزة العويس للإبداع عام 2015.

حراك ثقافي

ما رأيك في الحراك الثقافي الحاصل أخيراً على الساحة الأدبية من جوائز وتحفيز واهتمام بالقراءة واللغة العربية؟

ما تقدمه دور النشر من إنتاجات وإسهامات بتشجيع من الدوائر والهيئات، بانت نتائجه في الأعوام القليلة الماضية، بازدياد القراءة والاطلاع، ورغم كثرة الإنتاجات الضعيفة، يبقى ما يحصل لدينا يحدث في كل بلدان العالم، ومنذ عقود طويلة، فالآداب الكبرى قليلة ومنذ أزمان بعيدة، كما أن كل الكتب الضعيفة التي نشرت قبل عقود لم نعد نسمع عنها.

استلهام

من أين تستلهمين موضوعات وأبطال رواياتك؟

الرواية بالنسبة لي شغف ومهنة، حريصة على الاشتغال فيها بشكل دقيق، أما اختراع الأبطال، والتي لا بد من أن تكون مدهشة لا ميتة، فإنها تأتي متسربة ومتسللة بين الخيال والواقع، لتأخذ مع الوقت دورها في النضج، وخاصة مع مراقبة الحياة، وصدمة التجارب الحزينة، أما عن الفكرة بوصفها إبداعاً فإنها تتطور بالقراءات المستمرة وهي حبل نجاة الكاتب من دون أن أغفل البحث والسفر والرصد، وتأمل هذا الإنسان الضعيف وقدرته على الحياة.

اقرأ أيضاً:

ريم الكمالي: الإنسان محور اهتمامي في الرواية