كثيرون شاهدوا على اليوتيوب فنان الستاند آب كوميدي بملامح آسيوية يقدم وحده على خشبة المسرح عرضاً بين الغناء وإلقاء النكات باللغة العربية، وتملكتهم الدهشة أكثر لدى معرفتهم أن ونهو تشونغ من أب كوري وأم فيتنامية. وأتيح لـ «البيان» لقاء الفنان الشاب في دبي التي يقيم بها قبل عرضه الكوميدي في 7 أكتوبر مدة ساعة كاملة على خشبة مسرح دبي الاجتماعي ومركز الفنان بمول الإمارات، بهدف التعرف على خصوصية تجربته الفنية وأسباب نجاحه في العالم العربي.
كيف أجدت العربية بطلاقة؟
ولدت في السعودية مقر عمل والدي طبيب الأعصاب، وبعدها عشنا في الأردن لمدة طويلة حيث كان أبي الطبيب الخاص للملك الراحل حسين بن طلال. وهكذا عشت في المجتمع العربي ودرست فيه.
هل اخترت الكوميديا منذ البداية أم هي اختارتك ؟
المصادفة لعبت دورها عام 2007، حيث كنت أعمل كمنتج في محطة «إم بي سي 2» بدبي. كنت في أحد الأيام أتسوق في مول الإمارات. وداخل محل للأحذية كنت أتحاور مع البائعين بالعربية وأضحكهم بهدف الحصول على خصم، خاصة وأن كلامي معهم بالعربية وبلهجتهم يفاجئهم، ويكسر الحواجز.
محور الشر
وتشاء الصدفة أن يتواجد في المحل مدير إنتاج محطة «شو تايم» الذي كان يستمع لحوارنا، وفي الوقت نفسه يبحث عن شاب كوري ليكمل فريق برنامجه الكوميدي «محور الشر» الذي يضم شابين من عالم الكوميديا يحملان الجنسية الأميركية وهما من أصل عراقي وإيراني. أما عنوان وفكر البرنامج، فمستوحى من خطاب للرئيس الأميركي السابق جورج بوش الذي ذكر فيه أن محور الشر في العالم هو «العراق وإيران وكوريا» التي تمتلك أسلحة نووية. وهكذا انضممت للفريق.
هل شكل هذا اللقاء نقطة تحول في حياتك؟
كانت مشاركتي بمثابة تجربة شيقة بالنسبة لي والتي شملت تقديم عروض الفرقة على خمسة بلدان عربية بواقع ثلاثة أو أربعة عروض، كانت تباع تذاكرها بالكامل. وحققت العروض التي سجلت ضمن برنامج خاص من ثماني حلقات في الشو تايم أعلى نسبة في تسجيل البرامج.
أما نقطة التحول الحقيقية فكانت بعد إطلاق أحدهم على اليوتيوب مشهداً من البرنامج الذي استقطب 1.6 مليون مشاهد خلال ثلاثة أشهر فقط ما بين عام 2008 و2009. هذا العديد جعلني أفكر جدياً في التحول إلى الكوميديا . وقمت بعدها بجولة عروض من سيدني وحتى نيويورك بما فيها جميع البلدان التي على مسارها.
النص جوهري
هل يعتمد الكوميديان على الارتجال في عروضه؟
بالتأكيد لا، فالنص أمر جوهري بالنسبة للكوميديان، وكتابته أمر في غاية الصعوبة ويحتاج إلى الكثير من التجربة والخبرة. فالنكتة التي يكتبها يقدمها أمام الجمهور ليتلمس طرق تطويرها بما يلائم ثقافة كل جمهور. فما يضحك ثقافة ما لا يضحك ثقافة أخرى بالضرورة. أما الارتجال فيأتي من تفاعل الكوميديان مع الجمهور.
أعطنا مثالاً على نكات تجمع بين تنوع الثقافات العربية.
إذا حاولت اختيار مادة من الدراما العربية، علي الأخذ في الاعتبار مشاهدة جميع الثقافات، فأي تعليق كوميدي على برنامج كويتي أو سوري لن يتفاعل معه من لا يتابعه، وعليه كان الاختيار الأمثل برنامج «أراب أيدول» الذي يتابعه الجمهور بكافة ثقافاته وفئاته.
ما الصعوبات التي تواجه الكوميديان في العالم العربي؟
أكبر صعوبة تتمثل في غيابي نوادي الستاند آب كوميدي، التي تساعد الفنان من خلال عروضه اليومية وتفاعله مع الجمهور صقل تجربته. كما أن ثقافة المجتمع العربي فيها الكثير من التحفظات على جوانب عديدة فيما يتعلق بالنقد مقابل المجاملات، وإن كان الكوميديون العرب في الزمن الحالي، يحققون المزيد من هامش الحرية.