«ليسو بداعشين أو متطرفين أو مثيري شغب»، هذا ما يمكنك معرفته عندما تتصفح حساباتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي.

إنهم ضياء شادي بركات (23 عاماً - سوري أميركي)، وزوجته يسر محمد أبوصالحة (21 عاماً فلسطينية أميركية).

وشقيقتها رزان محمد أبوصالحة (19 عاماً)، ضحايا حادثة قتل في كارولينا الأميركية، على يد الأميركي كريج ستيفين هيكس، صباح الأربعاء.

الضحية الأولى ضياء، طبيب أسنان، تخرج من جامعة ساوث كارولينا في مايو 2013، شخص محبوب ورياضي واجتماعي.

يلتقط الكثير من الصور التي تعبر عن انطلاقه في الحياة وحبه لها، أطلق في 21 أكتوبر الماضي حملة «ابتسامة لاجئ» للعناية بأسنان الأطفال السوريين في مخيمات اللجوء، خاصة في تركيا.

وبالفعل نظم رحلة في مارس مع 10 من أطباء الاسنان وبينهم زوجته «القتيلة يسر»، ولمدة شهر لتنظيم حملات توعية بين أوساط الأطفال اللاجئين.

وكان يتطوع بالاشتراك في توزيع الطعام مع أصدقائه على المشردين الأميركيين.

كان ضياء دوما يحاول تصحيح صورة الإسلام التي اهتزت كثيرا في الآونة الأخيرة في الولايات المتحدة بسبب جرائم تنظيم «داعش» باسم الإسلام.

وكان ضياء يشارك أصدقاءه على الفيس بوك فيديوهات تظهر براءة الإسلام من أفعالهم، وكتب تدوينة على حسابه على تويتر إنه ضد قتل اليهود والفلسطينيين على حد سواء.

ضياء عاشق لكرة السلة، ويمارسها، كما يبدو من لقطاته مع أصدقائه الأميركيين، إنه يمارسها بانتظام،

تزوج ضياء من «يسر»، الضحية الثانية، في ديسمبر الماضي، في حفل عائلي بسيط وراق،

تصرفات ضياء في الفيديوهات تظهر مدي خجله والتزامه البسيط غير المتشدد، والمرح في جميع مناسباته العامة والخاصة.

أما زوجته الشابة «يسر» فلا تختلف كثيرا عن زوجها، هي أيضا تدرس بيولوجي إنساني بجامعة ساوث كارولينا.

تشاركه لحظاته في توزيع الأطعمة على المشردين في الشوارع بمنطقتهم، وسافرت إلى تركيا في حملة «بسمة لاجئ» لتوعية الأطفال بكيفية الحفاظ على أسنانهم.

ترتدي زيا إسلاميا بسيطا ولا تفارق الابتسامة وجهها، يظهر فيديو «عقد قرانها وزوجها ضياء» حبا لحبيبها الذي شاء القدر أن لا يؤلم قلوبها برحيل الآخر فماتا في نفس اللحظة.

الضحية الثالثة وهي «رزان» أخت يسر، لا تفارقهما في مناسبتهما السعيدة، ولا مناسباتها السعيدة أيضا، ولا تفارقها ابتساماتها أيضا.

درست المعمار والتصميمات البيئية في جامعة ثاوس كارولينا.

رحل ضياء ويسر ورزان تاركين وراءهم آباء ملكومين، وأحباء تقتلهم حسرة الفراق.

ومئات من علامات الاستفهام عن متى ستنتهي جرائم القتل بدافع الكراهية؟!.