تألقت الدورة الخامسة من معرض «سكة الفني»، الذي انطلقت فعالياته أمس في منطقة حي الفهيدي التاريخية بدبي، بألوان الفنون والموسيقى والأجواء العائلية. وافتتح هذه الدورة معالي عبدالرحمن العويس وزير الصحة ورئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون، بحضور عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين والمعنيين بالشأن الفني.
وتميزت الدورة الخامسة من المعرض الذي يستمر حتى 24 مارس الجاري، بإقبال واسع من الجمهور العربي وفي مقدمتهم الشباب، الذين كانوا خلال جولتهم بين أروقة البيوت التاريخية القديمة التي احتفت غرفها وساحاتها الداخلية بأعمال الفنانين، يأخذون محطة استراحة في الساحة الرئيسية ليجلسوا ويستمعوا إلى الموسيقى الشرقية والغربية، خاصة وأن الجولة في كافة المعرض تحتاج لما لا يقل عن ثلاث ساعات.
تقارب الأجيال
ضم المعرض بإشراف القيم عليه الفنان جلال لقمان، الذي تمتد تجربته الفنية لأكثر من 20 عاماً، مختلف أنواع الفنون التقليدية والمعاصرة، التي تضم وسائط الفنون الحديثة كالفيديو والفن المفاهيمي والتركيبي فنون الأداء وغيرها، إلى جانب فن التصميم. كما جمعت الدورة بين مختلف الأجيال من الرواد كعبدالقادر الريس ود. نجاة ومكي إلى مطر بن لاحج والفنانين الشباب.
منحوتات
تزينت الساحات الخارجية للحي بعدد من المنحوتات التي عكست إبداع الفنانين كقيثارة النحات مطر بن لاحج التي تمتشق الهواء كصاري السفينة والمصنوعة أسوة بأعماله الأخرى من الستنليس ستيل، ومنحوتة حرف الحاء للفنانة عزة القبيسي من الستنليس ستيل أيضاً التي شكلت منه تكويناً متداخلاً ومفرغاً بزخرفة عربية وتجلت جماليته بانعكاس ظلاله الزخرفية على الرمل الأحمر، وتحمل المنحوتة الثالثة الكثير من الطرافة والخيال بفكرتها، والتي يكتشفها الزوار لدى اقتراب جولتهم من بيت مؤسسة السركال الثقافية، والتي تمثل رجلاً بالحجم الطبيعي يقف بيديه على حافة السطح وهي للفنان جوناثان أسانغا.
تميزت أعمال عدد من الشباب في إطار الفن المفاهيمي، مثل عمل «أسماء الريح» لآمنة جود التي كتبت كماً كبيراً من مفردات أسماء الريح بالعامية على رايات بيضاء تهزها باستمرار حركة الريح، كذلك العمل التفاعلي «جهاد النفس» لناهد سلو الذي يعكس عبء الإنسان الداخلي الذي صوره في مكعب يدخله الزائر ليعبر بصعوبة بين أشرطة وحبال ترمز إلى عقل الإنسان ومحاولته حصوله على معادلة السلام مع نفسه.
لوحات فوسفورية
كما تستوقف إبداعات عدد من الفنانين التشكيليين وفي مقدمتهم بورتريهات الفنانة خلود الجابري التي تتميز بجماليات ألوانها الحيوية وأسلوبها في رسم الوجه التعبيري مع البرقع، كذلك الغرفة الفوسفورية المعتمة، التي تجمع في كل لوحة من لوحاتها الجدارية ما يوحي بثلاث لوحات، حيث يشاهد الزائر في الإضاءة لوحات زخرفية تتحول مع خفوت الإضاءة لمشهد بصري مختلف، يتحول مرة أخرى بألوان فوسفورية بديعة في تداخلها وانسيابية تكويناتها.
فتاة العرب
افتتح بالتزامن مع معرض سكة الفني، معرض الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي «فتاة العرب» بتنظيم من مؤسسة «وطني الإمارات» بهدف الاحتفاء بتجربتها الشعرية الرائدة ،
وتقول عائشة الخطيب في مؤسسة «وطني الإمارات» ان الاعداد« لهذا المعرض استغرق ما يقارب العام وضم سبعة فنانين لوحاته مستلهمة من بيت شعر تم اختياره من قصائدها».