لا يمكن لأحد أن يتخيل حجم الفرحة التي ارتسمت على وجوه مجموعة الأطفال الذين خرجوا، أول من أمس، من صالة ريل سينما بدبي مول، محملين بجوائزهم التي استحقوها عن مجموعة الأفلام التي صنعوها بأنفسهم، خلال مشاركتهم في المخيم الصيفي لصانعي أفلام المستقبل، الذي أقامته إعمار لتجارة التجزئة طيلة شهر أغسطس الماضي، بالتعاون مع جامعة مردوخ في دبي وشركة نيكون ولجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، ومدينة دبي للاستوديوهات، بهدف تعليم الأطفال أسرار الفن السابع.

وعلى غرار مهرجانات السينما العالمية، فقد مدت، أول من أمس، السجادة الحمراء أمام مجموعة الأطفال الذين تنافسوا بكل براءة على جوائز مهرجان ريل سينما للأفلام القصيرة، والتي توج فيها فيلم «بريسبكتيف» من إخراج شيروتي سوريش ونيبا شيتي ومانيلي كانشانداني، وفيلم «ذا غلاسيس» من إخراج جوسي نيكولاس وزارينا كازمي بجائزة أفضل فيلم، فيما حاز كل من الطلبة علي تيمور واليسا نوسافا على جائزة أفضل إخراج عن فيلم «بوردرز» كما فازت في الجائزة نفسها الطالبة زينب خان عن فيلم «ذا سويتش»، لتكون جائزة أفضل تمثيل من نصيب راجيف داناك ونيراف باسي وسانجاي سيركراشنا عن فيلم «ريغرايت»، وحاز على الجائزة ذاتها جودي الباتيرني وعبد الهادي اراج عن فيلم «انتو ناوهير».

فرحه الأطفال اكتملت بعرض مجموعة أفلامهم التي تجاوز عددها 15 فيلماً، تراوحت أطوالها بين دقيقه إلى خمس دقائق، لتكشف عن مدى شغفهم وبراءتهم وطبيعة نظرتهم إلى الحياة وتفاعلهم معها، ففي الوقت الذي دار فيه أحداث فيلم «يولو» حول أهمية الصداقة، حمل فيلم «فن» رسالة توعوية حول ضرورة الانتباه إلى التصنيف العمري للأفلام، ليعكس فيلم «هوليوود دريم» شغف هؤلاء الأطفال بصناعة الفن السابع، لتأتي رسالة «ذا دايموند رينغ» واضحة حول القناعة وضرورة أن نصنع الأشياء الجميلة في الحياة.

تدريب خاص

ميثاء الدوسري الرئيس التنفيذي لشركة إعمار لتجارة التجزئة، قالت: «تتبوأ الإمارات اليوم موقعاً رائداً في قطاع السينما على مستوى المنطقة العربية، وقد سعينا من خلال ورش عمل المخيم الصيفي لصانعي أفلام المستقبل، إلى ترسيخ مفاهيم الثقافة السينمائية بين الأطفال من خلال تعريفهم على مختلف العناصر التي تقوم عليها صناعة الأفلام». وأضافت: «بلا شك، اطلاعهم على مختلف الأدوات التي تدخل في صناعة السينما سيساهم في إعدادهم ليكونوا جيل السينمائيين الجديد في الدولة».

إنتاج الأفلام هذه، كان المحصلة النهائية لمجموعة ورش عمل المخيم التي هدفت إلى تعليم الأطفال طرق إعداد لقطات الأفلام باستخدام مجموعة من الأدوات والتقنيات معتمدين في ذلك على نظريات السينما العالمية، كما تم تعليمهم مبادئ التصوير السينمائي وسرعة التقاط الصورة وإدارة الصوت والتركيز والتصحيح واستخدامات أجهزة الترايبود، كما خضع الأطفال إلى تدريب خاص على الإضاءة ومونتاج هيكلة الشخصيات وقدمت لهم نصائح عدة حول الإخراج وإدارة الممثلين ومراجعة لقطات الأفلام وتصنيف الألوان وتصميم الغرافيك وغيرها.

إعداد جيل

لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي كانت واحدة من أبرز الرعاة لمخيم صانعي أفلام المستقبل، حيث يأتي ذلك إيماناً منها بضرورة العمل على اكتشاف مواهب الأطفال، وفي تعليق له، قال جمال الشريف رئيس مجلس الإدارة للجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي والمدير العام لمدينة دبي للاستديوهات، لـ «البيان»: «تأتي رعاية هذه الدورات تماشياً مع أهداف اللجنة الهادفة إلى اكتشاف المواهب الفنية عند الأطفال والشباب، ومنحهم الفرصة لتنمية قدراتهم الفنية، فهدفنا الأسمى هو إعداد جيل جديد من المبدعين في صناعة الأفلام لتكوين قاعدة صلبة من المواهب ترتكز عليها دبي مما يعزز موقعها كوجهة سينمائية عالمية متميزة.

ونحن فخورون بجميع الأطفال الذين قدمنا لهم هذه الفرصة لاكتشاف مواهبهم الإخراجية والتمثيلية، ونتمنى لهم مستقبلاً واعداً ومملوءاً بالنجاحات».

مراكز متقدمة

توقع دانيال ادكنز المدير الأكاديمي لجامعة مردوخ في دبي، النائب التنفيذي للرئيس في المعهد العالمي للشرق الأوسط، أن يتمكن هؤلاء الأطفال في المستقبل من احتلال مراكز متقدمه في صناعة السينما، ليكون بعضهم بمثابة مارتن سكورسيزي وستيفن سبيلبيرغ.

وقال: «نفخر بما أفضى إليه المخيم الصيفي لصانعي أفلام المستقبل، وكنا سعداء جداً في العمل مع هؤلاء المبدعين الذين نتوقع أن يقدموا لنا في المستقبل العديد من القصص والأفلام الجميلة ».