أسدل مهرجان «فاشن فورورد» فعاليات موسمه السادس أول من أمس وهو مكتمل الأركان بعد أن قدم لوحات تثير الانتباه لجمال الفكرة وشاعرية الخيال، والتنظيم المنضبط بعناصر مبهرة وحضور قوى للجمهور وشمولية التفاصيل الدقيقة في الإخراج والموسيقى والألوان وتسريحات الشعر والماكياج، وغيرها من المحاور التي تشد الأنفاس عند متابعتها، بل هي أيضاً المؤشر الذي يستبق موضة المواسم المقبلة. بعبارة أخرى «من رحم هذه العروض تولد توجهات الموضة المقبلة، ومنها تتشكل إطلالاتنا».
عاصمة الموضة
وبالنظر إلى تصاميم ربيع وصيف 2016 التي طرحها المصممون وجاءت لتؤكد الكثير من النقاط المفصلية التي كشف عنها مجلس دبي للتصميم في أول تقرير مرجعي وشامل عن قطاع التصميم والذي يشير إلى أن حجم سوق التصميم بلغ 26,7 مليار دولار خلال 2014 بنمو سنوي بلغت نسبته 5% معظمها جاءت من الأزياء التي تقودها دبي كبوصلة للموضة وعاصمة لتجارة التجزئة في المنطقة، وتصب في صالح كل من له علاقة بهذه الصناعة، لهذا ليس غريباً أن يكون حجم الآمال المعقودة عليه كبيراً. لحسن الحظ أن النتائج أيضاً جاءت كبيرة غير مخيبة للتوقعات، مما لا يترك أدنى شك في أن دبي أصبحت نداً يجب أن تحسب له باقي عواصم الموضة العالمية له ألف حساب.
حدائق أماتو
ومن جانب آخر استطاعت فعاليات المهرجان في كافة تخصصاتها أن تولد العديد من التقنيات والصرعات المحفزة على الإبداع وبذل جهود كبيرة في إنتاج خطوط مستحدثة تصب في صالح المستهلك جادت بها مقصات مصمميها في الأسبوع الماضي التي برهنت على ذكاء تسويقي لم يضح بفورة الشباب والابتكار أكبر دليل على هذا ما قدمه المصمم المخضرم والمقيم في الإمارات فرن اماتو الذي طرح مجموعته الأولى من الملابس الجاهزة، من خطوط مبتكرة من خامات كلاسيكية وحديثة تخطب ود الشرق من خلال لوحات الأزهار والطيور القديمة، والأزياء التقليدية المزركشة بألوان قوس قزح ونقوش حالمة لتصميمات قد تعطي الانطباع بأنها مجنونة وغير واقعية في مشهد الحدائق المفتوحة وفضاءات الموسم، لكنها على العكس من ذلك تماماً، فتصاميمها الهندسية محسوبة، تلعب على الخدع البصرية والأبعاد الثلاثية التي تجعلها تخدم الجسم وتحدد تضاريسه بشكل أنثوي رحيم وأبعد ما يكون عن الجنون التي تجلت في الياقات العالية وفي الكورسيهات وفي أشكال تنورات واسعة على شكل أباجورات، وهو شكل يتقنه جيداً.
صور ظلية
أظهر المصممان أحمد السيد وصالح البنا من خلال علامتهما «هاوس أوف نوماد» تحولاً في رؤيتها هذا الموسم. حيث تستلهم المجموعة أعمالها، المؤلفة من قسمين، من «الأرض» المصممة من الكتان في صور ظليه عملية وخطوط نقية، في حين تم إعداد «السماء» من النيوبرين، من خلال نسيجها الناعم المفصل إلى قطع ذات أشكال دائرية فاتحة، اختلفت التصاميم التي قدموها، ولم تختلف ألوانها كثيراً. فقد كان هناك شبه إجماع على معانقة الأسود وألوان الباستيل أكثر من أي وقت سابق، من دون أن يضحوا بألوان قوس قزح. قد تشعر للوهلة الأولى أنه ليس هناك حل وسط، فإما الألوان القاتمة أو الصارخة، لكن الحقيقة أنهم فتحوا المجال للزبونات بتنسيق هذه الألوان ببعضها البعض وخلق أسلوب معقول.
فنون النسيج
واستوحت المصممة العراقية الشابة سبأ طارق، المتخصصة في النسيج والأقمشة الفاخرة، ما بين الصور الظلية الحديثة والفريدة والأقمشة الحرفية المصنوعة يدوياً مجموعتها المكونة من 25 تصميماً من أعمال الفنان التكعيبي خوان غريس والحركة التكعيبية، وتستعين من خلالها المصممة بالعديد من التقنيات بما في القطع بالليزر، والزخرفة ثلاثية الأبعاد باستخدام مزيج من المواد، مثل قطع كريستال سواروفسكي، وقطع معدنية، والأقمشة المنسوجة يدوياً وقطن الدنيم المحاك ببراحة، والحرير الرقمي المطبوع، كما أنها قامت باستخدام التصاميم والمواد التي تشكل المفهوم الرئيسي للعمل بشكل مبتكر، دون إنتاج أي نوع من النفايات، الجدير بالذكر أن المصممة سبأ طارق قد ترشحت لنيل جائزة فرانس مولنار وتشارك حالياً في معرض المتحف المركزي في أوترخت.
لوحات متحركة
ومن عوالم الفنون وضع المصمم سعيد محروف بصماته أيضاً على تصاميم هذا الموسم إثر تعاونه مع الرسام ياسين مغناجي، المقيم في باريس، أسفر عنه تقديم 10 تصاميم لمجموعة ربيع وصيف 2016، وقد تم تطريز هذه التصاميم يدوياً، وهي تعد مجموعة من الأزياء الفاخرة «هوت كوتور»، التي استكملت تصاميم سعيد محروف الـ 25 على المنصة محافظة على ألونها الهادئة عصريتها وحداثتها وأسلوبها المفصل والتطريزات التي بدت كلوحات متحركة.
مظاهر السبعينيات
في حين تعود بنا المصممة الإماراتية مادية الشرقي في مجموعتها المكونة من 54 قطعة إلى أجواء السبعينيات، حيث نرى إعادة بلورة وصياغة لتصاميمها، ولكن هذه المرة ستتطرق إلى ملامح إحدى أشهر ثورات الأزياء في التاريخ المعاصر. وباستخدامها لفنون التطريز بالخرز والشرائط على خامات الدانتيل، الكريب، الشيفون، لتعيد إحياء مظاهر وتصاميم حقبة السبعينيات، ولكن من وجهة نظرها الخاصة، حيث نجد التجدد الحيوي والعصري، والخطوط الواضحة، واللمسات الفاخرة.
المريلة الروسية
كما هو الحال دائماً مع المصممة أوركيد غانجي، تعني هذه المجموعة بمظهر المرأة العصرية، فمجموعة ربيع وصيف 2016 مستوحاة من عناصر تصميم فستان الصيف أو المريلة الروسية الشهيرة، التي تنطوي على تلميح مجازي للعامية. وتعكس المجموعة ملامح التعقيد وعدم الرضا، التي لن تقود بأي حال من الأحوال إلى الكمال، ولكن عوضاً عن ذلك تحتفي ببساطتنا ونقاط ضعفنا في 33 قطعة مثيرة للاهتمام في توليفة الجاكار، كريب، الترترة، الدانتيل.
عبق الصحراء
بعد مشاركتها المتميزة في الموسمين الأول والثاني ثم الموسم الرابع من «فاشن فورورد» تعود إلينا المصممة ديما عياد من خلال مجموعة ربيع وصيف 2016 المستوحاة من عبق الصحراء العربية، التي تعكس من خلالها عشقها لمحيطها الطبيعي وجمال مدينة دبي الساحر، كما تجسد تصاميم المجموعة المناظر الطبيعية الصحراوية من خلال ألوان الخلفيات، واستخدام مختلف أنواع الأقمشة المزخرفة بمهارة عالية تحاكي الأنماط المنتشرة في الطبيعة، كالدانتيل فرنسي، والحرير بالإضافة الأورغانزا، وحرير الكريب دي شين، إلى جانب جاكار والجيرسي، وتداخل الترتر وشراشيب الحرير.
ألبسة مبتكرة
زينة بريسلي مصممة سورية المولد تقيم في دبي شهد الموسم السادس من «فاشن فورورد» المشاركة الأولى لها، قدمت ألبسة نسائية جاهزة مبتكرة. وكانت قد عملت على ابتكار نمطها الخاص من خلال مشاركاتها وتعاونها مع عدد من الفنانين العالميين، تملك زينة شغفاً بالجمال والفن المستند إلى الثقافة، وتعشق المغامرة والتعبير بالأزياء عن فرديتها وتميزها.
فكرة
قبائل الأزتك
شاركت المصممة أندريا فراج، خريجة «سنترال سانت مارتينز» في الدورة السادسة من «فاشون فورورد» للمرة الأولى من خلال علامتها Bedouin التي تقدم ألبسة نسائية عصرية ضمن تصاميم مبتكرة سهلة الارتداء بنمط عفوي ينم عن ثقة مستوحاة من حياة القبائل البدوية الجميلة، حيث تقوم «بدوين» في كل موسم بابتكار شخصية بدوية معاصرة.
تميز
موسيقى الروك
تعتبر نسيبة حافظ واحدة من أشهر المصممين السعوديين وأكثرهم نجاحاً مع تصاميمها المتوفرة في مختلف أنحاء المملكة. وتعكس مجموعاتها شغفها بالألوان والتصاميم المستوحاة من الكروم. تشارك نسيبة للمرة الأولى في «فاشن فورورد» هذا العام. من خلال مجموعة «روك آن بيبا» مستوحاة من روح الموسيقى، وموسيقى الروك آند رول، والمغني الشهير جيم موريسون.