في عصر ثورة وسائل التواصل والاتصالات والتقنيات المتطوّرة يوماً بيوم، مرّ الجميع بتجربة التصوير من خلال عدسات الكاميرات المتفاوتة في قدراتها الفنية أو عدسات الهواتف الذكية على اختلاف أنواعها، نكاد نجزم أن لكل شخصٍ منا تجربته الخاصة في التصوير مهما كان حجمها أو طبيعتها، حتى لو كان عمر التجربة عدة ساعاتٍ ولم تتكرّر مجدّداً.
التصوير - كعمليةٍ إنتاجيةٍ لمجموعة من الصور – سهلٌ جداً من حيث المبدأ ويمكن لأي أحد ممارسته بالطريقة التي تناسبه. لكن أولى مراحل الصعوبة فيه تكمن في البحث عن أسبابٍ حقيقيةٍ تزرع فينا الرغبة لإنشاء صداقة مع الكاميرا، في الواقع أن قوة هذه الأسباب من أهم المعايير التي تحكم على التجربة من بدايتها.
بعض الأسباب قد تكون في غاية الغرابة كقصة أحد المصورين الذي بدأ قصته مع التصوير من خلال اختباراتٍ ذاتيةٍ للكاميرا من خلاله تصوير نفسه واختيار الصور التي تشعره بمشاعر أفضل تجاه نفسه، من هنا بدأت أسبابه القوية بالظهور.
معتبراً أن الصور الشخصية تلتقط المشاعر الآنية لدى الأشخاص لذا فهي تعكس حالتهم المزاجية ومدى رضاهم عن المرحلة التي يعيشونها، وهكذا تعزّزت قصته مع فن «البورتريه» رغم أن علاقته بأنواع أخرى من التصوير - كتصوير الطبيعة والحياة البرية – لم تكن جيدة !
وهذا ليس عيباً على الإطلاق في عالم التصوير، فأن تكون مبدعاً في إحدى مدارس وفنون التصوير مهملاً لغيرها، أفضل بكثير من أن تكون ملمّاً بكافة الأنواع دون أن يكون لك بصمةٌ مميّزةٌ في إحداها.
نوعية الأسباب التي تدفعك للتصوير معيارٌ خاصٌ بك وحدك، أما المتلقّين فهم يهتمون بالنتائج وحدها ! لكن ثمة علاقة وطيدة بين قوة الأسباب وعبقرية النتائج البصرية التي تظهر للنور.
العديد من القضايا الجدلية التي تفرض نفسها على ساحة التقييمات الخاصة بالمصورين وانتماءاتهم الفنية المرتبطة بحوافزهم الأساسية، ومنها على سبيل المثال حضور النكهة الجمالية في الصورة والذي يعتبره البعض من الأساسيات التي لا يُمكن لأي صورة أن تتخلّى عنه باعتباره القيمة الجوهرية للعمل الفنيّ.
ويختلف معهم آخرون معتبرين أن القيمة الجمالية إضافة هامة لكنها ليست ضرورة في جميع الحالات ! فهناك مكوّنات أكثر أهمية للصورة مثل وضوح المعنى وقوة الرسالة ومصداقية المعلومة التي تنقلها وغير ذلك.
في الخلاصة نجد أن الأسباب القوية عاملٌ أساسيّ لكل مصور، والأهم أن تكون حقيقية بغض النظر عن تقييم الآخرين لها.
فلاش
قوة حوافزك تظهر بوضوح في ملامح صورك
* جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
www.hipa.ae