مع تطور التكنولوجيا المعاصرة وتحول العالم إلى قرية صغيرة، باتت الأحداث والحروب الأهلية والإقليمية والسياسية تدخل كل بيت في أي بلد كان، ليعيش الجميع نبض الحدث أو الواقعة بالدقيقة والثانية، حتى بات تفاعل من يعيش في أقصى الشمال مع حدث في أقصى الجنوب، جزءاً لا يتجزأ من شجونه واهتماماته.
ولا يقتصر هذا التفاعل على حوارات عبر قنوات التواصل الاجتماعي، بل ينسحب على الفنانين والمبدعين في مختلف المجالات. وأكبر مثال على ذلك بعض التصاميم الفنية التي فازت بالمسابقة السنوية لـ «جائزة فيكتوريا وألبرت لرسومات الكتب المصورة» والتي أعلن عن أسماء الفائزين فيها بداية الشهر الجاري.
فوبيا الإسلام
يتجلى ذلك في الرسم التصويري للفنان بيل براغ الفائز بفئة رسومات لمقالة صحفية، والخاص بمادة نشرت في صحيفة الغارديان. ويعكس رسمه حالة الخوف والعزلة التي تناولتها كاتبة المقالة معصومة رحيم، التي تقول إنها كانت تشعر بالأمان في بريطانيا أما اليوم فيسكنها الخوف لكونها مسلمة، خاصة بعد العديد من الأحداث التي قامت بها أقلية متطرفة.
وتؤكد أنها منذ انفجارات باريس وهي تشعر بالمزيد من الخوف، خاصة وأن نسبة نوبات الذعر أو الفوبيا من الإسلام ارتفعت إلى 300 %، إلى جانب هجوم البعض على عدد من مراكز المسلمين كمسجد فينسبري بارك.
اسمي ليس لاجئاً
كذلك رسومات الكتاب المصور «اسمي ليس لاجئاً» للفنانة كيت ميلنر التي فازت عن فئة «رسومات الطلبة». وتحكي الفائزة من خلال ما ترويه الأم لابنها عن الظروف التي يمكن مواجهتها في حال وجدوا أنفسهم فجأة مجبرين على الرحيل ومغادرة بلدهم. والمغزى من الكتاب هو توعية الأطفال بمعنى كلمة اللاجئ ومن هم اللاجئون.
وتحدثت كيت في لقاء صحفي عن أسلوبها في تصوير الحكاية لتقول: «يدعو الكتاب الأطفال إلى التفكير كيف يبدو شعورهم إن توجب عليهم مغادرة بيتهم مع الأشياء التي يستطيعون حملها فقط. إنها مسألة تخيل وتفاعل المشاعر مع الآخر. ويشجع أيضاً على طرح الأسئلة مثل: إن كان بمقدورك أخذ شيء واحد فقط كتذكار من بيتك، فما هو الشيء الذي ستختاره؟ أو إن كان عليك النوم في محطة قطار، أين ستنظف أسنانك وتغير ثيابك؟»
الموت والحياة
أما العمل الذي فاز بجائزة تقديرية فهو «الموت والحياة» للرسام الإسباني الشاب خوان آلتورو المقيم في انجلترا فيمثل فكرة «الحياة والموت» بمفهوم الحصار. ويحمل العمل الكثير من الدلالات حيث يضم طبق الحساء الحرفان اللذان يرمزان إلى الذكر والأنثى، والخطر الخارجي الذي يهدد جزيرتهم إن جاز القول.
ويستخدم ألتورو التقنيات الرقمية الحديثة كالفوتوشوب إلى جانب أدوات الفن التقليدية كالألوان المائية والحبر والطباعة التقليدية.
سيرة الجائزة
تأسست جائزة فيكتوريا وألبرت للرسومات المصورة عام 1972، وهي جائزة سنوية.
وتضم الجائزة الكبرى التي تحمل اسم الراحلة موير غيميل التي أمضت 13 عاماً مديرة للتصميم في متحف فيكتوريا وألبرت تكريما لها، إثر حادث أليم أودى بحياتها العام الماضي. وتبلغ قيمة الجائزة الكبرى الخاصة بغلاف كتاب خمسة آلاف جنيه إسترليني أما الجوائز الثلاث فتبلغ قيمة كل منها ثلاثة آلاف جنيه استرليني، وهي خاصة برسومات كتاب، ورسومات لمقالة، وطالب الرسوم المصور للعام الجاري، وأخيراً جائزة تقديرية قيمتها ألفا جنيه إسترليني لطالب موهوب.