مع دخولنا في الثلث الأخير من رمضان، يكون الموسم الدرامي قد شارف على نهايته، وأصبح بالإمكان الحكم على ما انتجته أيدي صناع الدراما من أعمال بعضها أثار الجدل وأخرى تجاوزت اختبار الجمهور بنجاح، فيما ظل عدد منها في ذيل القائمة.

الأعمال التي حظيت بالغلبة هذا العام كانت خليجية ومصرية، فيما غابت اللهجة الشامية عن المشهد العام، ليؤكد ذلك أن الموسم الدرامي السوري لهذا العام جاء «مضروباً» ولم «تُعلم» أثاره في ذاكرة الجمهور، بسبب قواعد لعبة التسويق التي خنقت العديد منها، ولم يتمكن إلا «النزر اليسير» من الوصول للجمهور، لتظل قصص هذه الأعمال حبيسة قنوات محدودة، معظمها لبنانية، ما حرمها من متعة الوصول إلى شريحة أكبر من الجمهور، رغم أن بعض هذه المسلسلات بدت قريبة من الواقع وأكثر جرأة وقدرة على فتح تابوهات ظلت على الدوام «خط أحمر» لا يجوز الاقتراب منه، أبرزها ملفات تتعلق بالفساد والعلاقات المشبوهة والخيانة، ليبتعد صناع الدراما السورية هذا العام عن «غيوم» الحرب التي ظللت معظم إنتاجهم العام الماضي.

حارات الشام

معظم المسلسلات التي برزت هذا العام لم تكن جديدة فقد كانت مكملة لأجزاء عرضت سابقاً ويكفي أن نتابع عملاً واحداً لنسقط أحداثه على البقية، وبالتالي فارتباط الجمهور بها مبني على سمعتها التي حققتها سابقاً، فمن «باب الحارة 8» الذي قال الجمهور كلمته فيه على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الوقت حان لأن يغلق أبوابه بسبب أحداثه التي خرجت من التاريخ لتحاكي بعضها الفنتازيا، إلى «العراب 2» الذي اشتد فيه الضرب تحت الحزام ليظل إيقاعه هادئاً رغم سخونة الملف الذي يفتحه. فيما جاء «الطواريد» متواضعاً في أسلوبه، ليلعب أداء نجومه وهم أيمن رضا ومحمد حداقي، وأحمد الأحمد، دوراً في إنقاذه.

في الموسم الرمضاني لم تبرز أعمال البيئة الشامية على كثرتها، ويكفي أن تتابع عملاً واحداً لتسقط أحداثه على البقية، حيث تتغير فيها وجوه الفنانين ليبقى الحدث محصوراً في أروقة حارات الشام التي لم تبق منها الحرب سوى الأطلال، فـ «خاتون» بدا أقرب إلى الفنتازيا الشامية، ولكن عوده بدا أكثر قوة من غيره، ومرد ذلك قوة نجومه على رأسهم سلوم حداد وميلاد يوسف، وطلال مارديني وكندا حنا. وعلى خط «خاتون» جاء «عطر الشام» الذي لم يخرج من توليفة مسلسلات البيئة الشامية. المميز في هذا المسلسل يكمن في كونه يعيدنا إلى دمشق العشرينيات. نجاح هذا العمل ارتبط أيضاً بنجومه وأبرزهم رشيد عساف، وسلمى المصري، وأحداثه لا تزال تحتمل جزءاً ثانياً سبق للكاتب مروان قاووق الاستعداد لها، إبان تقديمه لهذا العمل الذي يفيض بحكايات الحب والشهامة.

إيقاع هادئ

أعمال مثل «أحمر» و«الندم» ضاعت في زحام ما يفيض به سوق رمضان الدرامي، فغابت أحداثها كلياً عن الشاشات العربية، ووقعت بعض مشاهدها فريسة عين الرقيب في بعض القنوات، «ليجز» عدداً منها، ما أثر على التسلسل المنطقي لأحداثها، وهو ما أكده أيضاً تعليق حسن سامي يوسف مؤلف مسلسل «الندم» على موقع الفيسبوك، والذي قال فيه «اكتشفت أن تلفزيون الجديد عمل رقابة عشوائية على «الندم»، واقتطع أكثر من مشهد».

في المقابل، ظل «أحمر» هو الأفضل سورياً على مواقع التواصل الاجتماعي.

ثوب

فقدت الدراما السورية هذا العام الكثير من بريقها، كما فقدت نجومها على رأسهم جمال سليمان الذي آثر العودة إلى الدراما المصرية عبر «أفراح القبة» بعد أن غادر مملكة «العراب – نادي الشرق» الذي انتهى بمقتله في رمضان الماضي. كما غاب عن المشهد الفنان وائل شرف الذي خلع عنه ثوب «العكيد» في «باب الحاره 8» ليرتديه بدلاً عنه الفنان مصطفى سعد الدين. في المقابل فتحت الدراما السورية أبوابها للكثير من الفنانين اللبنانيين للانضمام إليها أبرزهم يوسف الخال الذي وجد لنفسه موطئ قدم في «سمرقند» بشخصية عمر الخيام، وكذلك «خاتون».