رغبت باتريشيا غوتشي (53 عاماً) منذ زمن بعيد في أن تحكي للعالم عن والدها آلدو غوتشي، الرجل الذي نقل شهرة العلامة التجارية غوتشي التي أسسها والده إلى أميركا، وفتح الطريق أمام تدفق منتجات «صنع في إيطاليا».

وتمكنت أخيراً من تحقيق أمنيتها هذا العام بإصدارها كتاب «باسم غوتشي» الذي يجمع بين المذكرات والسيرة الذاتية، والذي سرعان ما وصل إلى قائمة الكتب الأكثر مبيعاً، خصوصاً أنه الكتاب الأول الصادر من أحد أفراد عائلة الجد غوتشيو غوتشي. ويدرك القارئ للكتاب أن هذه العلامة التجارية ذات الشهرة العالمية التي بدأت بمحيط العائلة كمشروع تجاري صغير، سرعان ما تطورت لتتحول إلى إمبراطورية، تحمل بين بداياتها والصفحات الأخيرة، قصصاً تكشف عن مراحل درامية كالتراجيديا اليونانية.

يجهلون بداياته

وباتريشيا هي الابنة الوحيدة لآلدو غوتشي وبرونا بالومبو، والوريثة الوحيدة لثروة «غوتشي» أو ما تبقى منها. وتقول في مقابلة صحافية بعد صدور كتابها: «أردت أن أحكي عما أعرفه عن أبي وما الذي جرى في الواقع، لكن لم أستطع. أردت أن أكشف للعالم عن إرثه الذي أعتقد أن الكثير من الناس يجهلون بداياته». وتشير إلى أن أحد الدوافع الشخصية لإصدار الكتاب الحافل بالبحوث، يتمثل في حاجتها إلى التصالح مع الماضي كي تتمكن من متابعة حياتها.

وتقول في كتابها: «ما لم أتوقعه أن تقودني أبحاثي إلى والدتي مرة أخرى. فبعد سنوات طويلة من الاغتراب بيننا، استطعت أخيراً فهم العلاقة الفريدة والوطيدة بينهما، وبالتالي إعطائها المصداقية التي تستحقها». وعليه تتناول باتريشيا في كتابها العلاقة بأمها، ووجودها في طاحونة حياتهما التي شكلتها.

واقع سينمائي

ومن هذا المدخل، يبدأ سردها لسيل من تداعيات الأحداث التي تشبه الحبكة السينمائية، والتي ليس بالغريب أن تتحول قريباً إلى فيلم سينمائي، ومن ضمنها رسائل الحب التي كان آلدو يكتبها لوالدتها والمنشورة في الكتاب. وتكشف هذه الرسائل عن مشاعر تتجاوز العواطف الرومانسية التي تضع شخصية محبوبته تحت مجهر القارئ دون مروره عليها مرور الكرام.

خبايا الماضي

وتبدأ بكشف خبايا الماضي، للعودة إلى زمن الخمسينيات من القرن الماضي، حينما دخلت والدتها البريئة البالغة من العمر 18 عاماً مخزن «غوتشي» في روما بحثاً عن عمل. يشاهدها آلدو البالغ من العمر 53 عاماً الزوج والأب لثلاثة أبناء، والذي يغير وظيفتها من بائعة إلى سكرتيرة شخصية له، لتصبح عام 1958 قريبة منه وترافقه طوال حياته وحتى اللحظات الأخيرة التي فارق فيها الحياة عام 1990.

وينتقل القارئ بين أحداث الولاء وانكفاء الأم على نفسها بعد خيانته لها، إلى نهايات إمبراطورية «غوتشي» التي بفقدان قائدها آلدو، فقدت بوصلتها، لتواجه العديد من الأحداث المؤسفة. وتقول باتريشيا، إن أولاده الثلاثة خانوه بخسارتهم للشركة وبيعها عام 1987، في الوقت الذي حُكم عليه بالسجن في الولايات المتحدة لتهربه من الضرائب وكانت حالته الصحية حينها سيئة.

«باسم غوتشي»

النوع: مذكرات

الناشر: كراون آرشيتايب 2016

اللغة: الانجليزية

قطع: متوسط

عدد الصفحات: 320