«حين سمعت أن مكاناً يشبه سانت جيميانو موجود في دبي، على مسافة كيلومترات قليلة من مكان إقامتي في قرية الحدائق في جبل علي، هرعت مباشرة لكي أستطلعه. فلطالما سمعت عن هذه القرية الإيطالية، في توسكانيا، والتي يعود تاريخها إلى ستة قرون، وقرأت عنها في الروايات وشاهدتها في الأفلام. وحين قدت سيارتي لهذا المكان، ودخلت، لم أصدق ما أرى. الأقواس الرومانسيكية والنوافذ القوطية والساحات والنوافير. كل شيء هنا، تحت سقف بهندسة معمارية رائعة». يلتقط منصور أنفاسه وهو يتكلم، فيما عينه على النافورة التي تتدفق منها المياه، فتبدو تحت ضوء النهار الذي ينبعث من الأسقف الزجاجية، مثل بلور يتلألأ، بينما تنبعث موسيقي بيانو خفيفة من زوايا الأقواس التي صبغت بألوان معتقة.
أحلى من فلوريدا
في واقع الأمر، فإن منصور الذي اصطحب عائلته إلى «ذا أوتلت فيليدج»، وجهة التسوق الراقي الجديدة في دبي، لم يكن وحده. ما إن انتشر خبر هذا المشروع الذي طورته «مراس القابضة» بعد أيام قليلة من افتتاحه، حتى توافد الزوار من الإمارات وخارجها لاكتشافه. تقول أميرة الشاعر، من المملكة العربية السعودية: «شاهدت بعض الصور أمس على إحدى حسابات سناب شات. هذا العبق التاريخي الساحر، والعناصر الطبيعية التي اجتمعت من ضوء ومياه وشجر زيتون وورود، إلى جانب العمارة التي تدمج الحديث العصري المتمثل بالأسقف الزجاجية، والقديم الذي يذكر بالقرى المحمية من اليونيسكو بوصفها تراثاً عالمياً.. كل ذلك في وجهة تسوق للعلامات الراقية بأسعار جذابة تصل إلى النصف.. من الطبيعي أن أكون أول الزائرين». يضحك زوجها، فيما يصيح ابنها محمود، ذو السنوات التسع: «هنا أحلى من فلوريدا.. المرة الأخيرة التي زرنا فيها أوتليت (مركز تسوق يبيع البضائع الفاخرة بتنزيلات) كانت في أميركا. الآن في دبي نحن هنا مستمتعون. هنا أجمل وأقرب».
الشعور ذاته يعبر عنه عثمان من تركيا. ورغم أنه زار مراكز كثيرة، إلا أن «ذا أوتلت فيليدج» الذي يمتد على مساحة 25 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 100 متجر ومطعم، له «نكهة خاصة» لديه وزوجته: «سوف أحمل أنباء طيبة لأصدقائي في اسطنبول في زيارتي المقبلة. هناك الكثير لأحدثهم عنه»، يقول ملوحاً بالأكياس الورقية الفاخرة التي يحملها نيابة عن الزوجة: «ليس من باب المعاونة فقط، فيداها مشغولتان بالكثير من الأكياس».
أجواء ساحرة
آلاف الأكياس توزع يومياً، مئات المتاجر، وعدد لا يمكن حصره من الابتسامات: «لقد بذلنا كل ما بوسعنا لكي نعكس أجواء سان جيمينيانو الساحرة وأن نضم مجموعة من العلامات التجارية لكافة الأذواق»، يشرح عمر غالب البسطامي، مدير إدارة المشاريع لقطاع التسلية والترفيه في مراس: «يعكس هذا المشروع التزامنا بإنشاء وجهات متكاملة للتسوق والاستمتاع بإيقاع الحياة العصرية».
«مراس» التي لا تتوقف عن رفع مستوى تجارب التسوق والحياة اليومية إلى أقصى مستوياتها، وتهتم في مشاريعها بمزج الفن مع الاستدامة البيئية، والفخامة مع طمأنينة العيش وفن الحياة، أطلقت في الشهرين الماضيين مشاريع فريدة من نوعها مثل «لاست اكزت» (وجهة شاحنات الطعام) و«الكوكب الأخضر» في «سيتي ووك دبي» وهي وجهة تعكس أجواء غابات الأمازون.
دروب عتيقة
«كل شيء لدينا هنا، فلماذا العناء. الصيف الماضي، قصدت مركز تسوق فاخر بأسعار مخفضة في مدينة تبعد ست ساعات بالسيارة عن العاصمة الفرنسية باريس. اسمها "تروي"، لكي أشتري حذاء وبذلة وهدايا كريستال ذات ماركات عالمية معروفة. لن تصدق العناء الذي واجهته في تلك الرحلة والازدحام. يسمونني صياد الآوتيلت لأنني أزورها في كل مكان. الآن في دبي لدينا مكان بهذه الروعة، يوفر علينا العناء». يشرح منصور، فيما ينفذ من تحت الأقواس إلى ساحة رصفت بنقوش تشبه دروب القرى العتيقة.
في فيلمه الشهير «شاي مع موسيليني»، قام المخرج الإيطالي فرانكو زيفيريللي، بتصوير شخصيات فيلمه في قرية «سان جيمينيانو». هنا، في دبي، حيث حكاية القرية تجدد، يشرب أناس الشاي أيضا، «ولكن بالتأكيد مع أناس ألطف بكثير من موسوليني»، يضحك عثمان، وتتردد أصداء ضحكته في المكان، تحت ضوء الشمس الذي يرتدي حلة الشفق، لكي يضفي على الأجواء مزيداً من السحر.
100
متجر ومطعم
1990
اليونيسكو اعتبرت القرية إرثاً عالمياً
2016
ارتفعت تجارة التجزئة
%7 في دبي
53.7
مليار درهم سوق مبيعات متوقعاً للتجزئة