يحتفل أمازيغ مصر اليوم 13 يناير بعيد رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2968 والذي يطلقون عليه "أسكاس أماينو". بينما احتفل أمازيغ المغرب العربي والعالم برأس السنة أمس 12 يناير.
المعروف تاريخياً أن الأمازيغ يتركزون في دول شمال إفريقيا، لكن حتى وقت قريب لم يكن يعلم أحد أن هناك أمازيع يعيشون في مصر، منذ مئات السنين واستوطنوا فيها، وحملوا جنسيتها وساهموا في كافة مجالات الحياه في مصر.
في واحة سيوه التابعة لمحافظة مرسى مطروح غرب العاصمة المصرية القاهرة بالقرب من الحدود الليبية يتركز أمازيغ مصر، ويبلغ عددهم الفعلي ما بين 30 إلى 35 ألف أمازيغي، مازالوا يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم ولهجتهم وطقوسهم وتواصلهم مع فروعهم في كل دول إفريقيا.
أماني الوشاحي نائب رئيس منظمة الكونغرس العالمي الأمازيغي (غير حكومية) في مصر تكشف كافة التفاصيل والمعلومات عن أمازيغ مصر، وتقول إنهم يقيمون في واحة سيوه بمحافظة مرسى مطروح حيث جاء الأمازيغ إلى مصر منذ 3 آلاف عام، من خلال موجتين من الهجرة، الأولى في عهد الملك رمسيس الثالث، الذي قرر الاستفادة من الأمازيغ النازحين وتجنيدهم في الجيش المصري، وسمح للباقين بالاستيطان في الأراضي الغربية لمصر شريطة أن يقوموا بزراعتها، وخلال 250 عاما زاد عدد الأمازيغ في مصر بشكل كبير. وفقا للعربية نت.
وتضيف انه في عهد الأسرة الـ 21 كان الجيش المصري كله من الأمازيغ، وتزوج قائد الجيش وهو الضابط الأمازيغي "شيشينق" من ابنه الملك بسونس الثاني آخر ملوك هذه الأسرة، والذي تولى حكم مصر بعد وفاة الملك وبرغبة الشعب المصري، وكان ذلك يوم 13 يناير عام 950 قبل الميلاد، وهو بدء التقويم الأمازيغي الذي نحتفل به كل عام حتى الآن.
وتروي الوشاحي تفاصيل الموجة الثانية من هجرة الأمازيغ لمصر، وتقول إنها جاءت مع جيش "المعز لدين الله الفاطمي"، والذي قرر غزو مصر، وأرسل جيشاً قوامه 100 ألف جندي بقيادة جوهر الصقلي، وكان غالبية هؤلاء الجنود من الأمازيغ وتحديداً من قبيلة "كتامة"، مضيفة أن الأمازيغ حكموا مصر لمدة 200 عام، أسسوا خلالها 3 أسرات هي: "22 - 23 – 24 " ، وملوك الأسرة الأمازيغية الأولى الـ 22 في الفترة ما بين عامي 950 - 817 قبل الميلاد هم: شيشينق الأول - أوسركن الأول - تاكلوت الأول - أوسركن الثاني - شيشينق الثاني - تاكلوت الثاني - شيشينق الثالث - باماي - شيشينق الرابع.
أما ملوك الأسرة الأمازيغية الثانية وهي الأسرة الـ 23 وحكمت ما بين عامي 817 - 730 قبل الميلاد فهم: بادي باست - شيشينق الخامس - أوسركن الثالث - تاكلوت الثالث - أمنرود - أوسركن الرابع.
وتؤكد الوشاحي أن ملوك الأسرة الأمازيغية الثالثة ما بين عامي 730 - 715 قبل الميلاد هم: "تافت نخت - باك آن رن نف"، ثم سقط حكم الأمازيغ في مصر على يد الملك "بعنخي".
وقالت إن الأمازيغ يطلقون على مصر اسم" أمزران" ومعناها : الأحجار العظيمة، وسبب التسمية يرجع إلى أنه عندما جاء الأمازيغ إلى مصر لأول مرة في عهد الملك رمسيس الثالث شاهدوا المباني العظيمة التي بناها المصريون من الحجارة، فتعجبوا لهذا الشعب الذي صنع كل هذه الحضارة وكل هذا الجمال من هذه الأحجار الصماء.
وكشفت الوشاحي أن غالبية الجنود بالجيش المصري كانوا من الأمازيغ وتحديداً من قبيلة كتامة، وكانت تلك القبيلة شديدة الإخلاص للمعز لدين الله، كما كانوا يعتنقون نفس مذهبه، وجاءت كتامة مع جيش المعز لغزو مصر.
وكانت منازل الأمازيغ في القاهرة بحارة تسمى حارة كتامة نسبة للقبيلة، وجاءت قبائل أمازيغية أخرى مع كتامة، مثل قبيلة زويلة التي أطلق اسمها على إحدى بوابات القاهرة الفاطمية، وهي "باب زويلة" والنطق الصحيح لها بفتح الزاي وليس كسرها "زاويلة وليس زويلة"، ثم جاءت قبيلة "شعرية" التي أطلق اسمها على بوابة أخرى للقاهرة وهي "باب الشعرية" وهناك قائد أمازيغي اسمه سعادة وكان ضمن قيادات الجيش ومقربا من المعز لدين الله، وتم إطلاق اسمه على منطقة بالجمالية هي "درب سعادة".
وتقول الوشاحي إن كلمة نيل أمازيغية ومعناها: أزرق وأطلقها الأمازيغ على نهر النيل أثناء موجة الهجرة الأولى، وعندما جاء العرب أضافوا للكلمة أداة التعريف فأصبح النيل بينما كان المصريون القدماء يطلقون على نهر النيل اسم "حابي"، وفي موجة الهجرة الثانية قام الأمازيغ بتأسيس مدينة القاهرة الفاطمية، وأطلقوا عليها هذا الاسم نسبة الى كوكب المريخ الذين كانوا يطلقون عليه بالعربية "القاهر".
أشهر عادات وتقاليد أمازيغ مصر، كما تقول الوشاحي هو تناول وجبة تسمى "الكسكس" وهي من أشهر الأكلات الأمازيغية على الإطلاق، ويتناولونه بديلا عن الأرز والمكرونة، حيث يصنعونه من دقيق القمح أو الذرة، ومن عاداتهم أنهم يتناولونه كل يوم جمعة، أما ليلة رأس السنة فيعد "الكسكس بالدجاج والخضروات السبعة" هو الوجبة الرئيسية التي تجتمع عليها العائلة، وقبل البدء في تناوله يقول كل منهم أمنية يتمنى تحقيقها في العام الجديد، ويحرصون على وضع "نواة زيتونة" داخل الطبق الكبير، ومن تأتي من نصيبه نواة الزيتونة يكون هو صاحب الأمنية التي ستتحقق في العام الجديد.
الوشاحي تقول إنه في الوقت الحالي، لا يطالب أمازيغ مصر بأن تكون رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية في مصر، ولكن مستقبلا، إذا حصلت جميع الأقليات الدينية والعرقية على عطلات رسمية في مناسباتهم، فسيطالبون بالمثل.
من أشهر شخصياتهم في مصر، حسب الوشاحي، الزعيم الوطني الأسبق مصطفى كامل ورائدة العمل النسائي هدى شعراوي.
وعن الكونغرس العالمي الأمازيغي الذي يتولى منصب نائب رئيسه في مصر تقول الوشاحي إنه منظمة حقوقية دولية غير حكومية، تأسست في باريس عام 1995، ويضم في عضويته جميع الهيئات والجمعيات الأمازيغية الناشطة بالحركة الأمازيغية، كما يضم في عضويته أيضا نشطاء الحركة الأمازيغية بشكل فردي، ويهدف إلى الدفاع عن حقوق الأمازيغ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في كل مكان، ويتشكل الهيكل التنظيمي من مكتب الأمناء والمكتب الدولي والمكتب الفيدرالي والمكاتب المحلية.
وتضيف أن الكونغرس هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الأمازيغي أمام المحافل الدولية، ويرأسه حاليا الليبي فتحي نخليفة، وللكونغرس ممثلون في كل الدول التي يوجد بها أمازيغ، وهؤلاء الممثلون يشكلون عضوية المكتب الدولي.