تمكّن مركز الفلك الدولي في أبوظبي من التقاط صور مميزة للكواكب من سماء الإمارات، فقد أقام المركز مخيماً رصدياً استمر ثلاثة أيام خلال الفترة 19-21 يوليو، وذلك في قمة جبل حفيت في مدينة العين، حيث الأجواء الصافية التي تسمح بالتقاط صور فلكية ذات دقة عالية. وفي يوم الثلاثاء 31 يوليو، سيكون كوكب المريخ في أقرب مسافة من الأرض على مسافة 58 مليون كم منها، وهي أقرب مسافة بين الكوكبين منذ العام 2003، ويمكن رؤيته ليلاً بالعين المجردة طيلة هذا الشهر كجرم أحمر لامع جداً في جهة الشرق بعد حلول الظلام.
رصد
وقال المهندس محمد شوكت عودة، مدير المركز، وبدأ الرصد من فور غروب الشمس، برصد كوكب الزهرة، الذي يظهر في جهة الغرب بعد الغروب، وكوكب الزهرة هو ألمع جرم في السماء بعد الشمس والقمر، حيث يظهر كجرم أبيض لامع جداً، بل يمكن رؤيته بالعين المجردة في وضح النهار إذا عرف الراصد موقعه في السماء وقتئذ، كما وجه الراصدون التلسكوب نحو القمر، وقاموا برصد وتصوير العديد من فوهات القمر، وكانت أصغر فوهة قمرية أمكن رؤيتها من خلال أجهزة الرصد، يبلغ قطرها 2 كيلومتر فقط.
ظواهر
وتم توجيه التلسكوب نحو كوكب المشتري، وهو ألمع جرم سماوي في السماء بعد الشمس والقمر وكوكب الزهرة، وبدا المشتري كجرم أبيض لامع جداً، ويقع حالياً في جهة الجنوب بعد غروب الشمس، وتمكن الراصدون من رؤية وتصوير العديد من ظواهر كوكب المشتري، فتم رؤية ألمع أربعة أقمار للمشتري، وهو يملك 79 قمراً بعد اكتشاف 12 قمراً جديداً قبل بضعة أيام.
كما تم رؤية البقعة الحمراء العملاقة على قرصه، وتم تصويرها بوضوح. ومن أجمل الظواهر التي تم رصدها وتصويرها رؤية ظل أحد أقمار المشتري على قرصه، وهو يظهر كبقعة سوداء صغيرة، وفي الحقيقة فإن هذه الظاهرة عبارة عن كسوف للشمس على كوكب المشتري بسبب أحد أقماره، كما تم تصوير العديد من الظواهر الجوية على قرص المشتري، ومنها الحزامان الاستوائيان، اللذين يظهران بشكل واضح في الصورة.
أحزمة
ثم تم توجيه التلسكوب نحو كوكب زحل، وتم رؤية حلقاته بشكل واضح، وبسبب الغلاف الجوي النقي والصافي فقد تمكن الراصدون من رؤية خط كاسيني، وهو خط أسود نحيل يفصل بين حلقاته، ولا يمكن رؤيته إلا في حالة صفاء الغلاف الجوي، وإضافة إلى حلقاته فقد تم رؤية وتصوير ظواهر جوية على قرصه، مثل أحزمة كوكب زحل، وفي يوم الأربعاء 25 يوليو سيقع القمر على مسافة درجتين فقط من كوكب زحل، وبالتالي يمكن النظر مساء ذلك اليوم إلى القمر ليلاحظ الراصد وجود جرم لامع ذهبي اللون، وهو كوكب زحل.
معالم
كذلك وجّه الراصدون التلسكوب نحو كوكب المريخ، وتمكنوا من تصوير الأقطاب الجليدية على سطحه، وهي عبارة عن ماء متجمد، وإضافة إلى القطبين تظهر في الصورة بعض المعالم الداكنة على سطح كوكب المريخ، وهي عبارة عن مناطق صخرية ممتدة، ويشهد المريخ حالياً عواصف ترابية، ما يجعل رؤية هذه المعالم أكثر صعوبة، فعند هدوء الأحوال الجوية على كوكب المريخ وخلوه من العواصف الترابية تظهر وقتئذٍ هذه المعالم الداكنة على سطحه بشكل أكثر وضوحاً.
أحدث التقنيات
استخدم فريق الرصد أحدث التقنيات العالمية لتصوير الكواكب، حيث تم استخدام تلسكوب محوسب بقطر 10 بوصات، إضافة إلى استخدام كاميرا فلكية متطورة تتمكن من التقاط 125 صورة في الثانية الواحدة، فصور الكوكب هذه عبارة عن تجميع لأربعة آلاف صورة فوق بعضها البعض، واستخدم الراصدون العديد من القطع الرصدية التي تعمل على تحسين الرصد، ومن ثم تم معالجة الصور باستخدام عدة برامج فلكية متخصصة، وقد شارك في الرصد العديد من المهتمين الذين تواجدوا في المنطقة أثناء الرصد، وقام الفريق بشرح هذه الظواهر للحضور، وقاموا بمشاهدة الكواكب بالعين المجردة ومن خلال التصوير الفلكي.