وجدت باريس نفسها وسط حرب شاملة على الفئران التي تغزوها. وتلجأ عاصمة الأنوار للمقصلة مجددا للتخلص من هذا العدو "الفتاك". وفي حالة انهزام العاصمة الفرنسية في معركتها هذه فإن الباريسيين مطالبون بتغيير عاداتهم وتعلم حب هذه المخلوقات ومحاولة التعايش معها.

أعلنت باريس الحرب على أربعة ملايين فأر وجرذ، وتستخدم العاصمة الفرنسية كل الوسائل لوقف انتشار هذه القوارض، التي غزت حتى الهيئات العمومية والوزارات. في الوقت نفسه تقوم جماعة Zoopolis الناشطة في مجال حماية الحيوانات بحملة دعائية كبرى للترويج لهذا المخلوق غير المرغوب فيه وتحدث الباريسيين على تغيير نظرتهم للقوارض واحتضانهم بدلا من قتهلم، حسب "يورونيوز".

وكانت حملة جماعة Zoopolis عنيفة نوعا ما، حيث استخدموا شعارات "أوقفوا مذبحة الجرذان" مع إظهار بعض الصور غير الواضحة للجرذان وإظهارها على أنها "مخلوقات حساسة" يمكن أن "تشعر بالعواطف".

 

الحملة انطلقت الخميس لتعزيز حقوق الفئران في خطوة قد تكون الأولى في العالم. ويقول فيليب رينيه من جماعة Zoopolis "لا ينبغي أن يُنظر إلى الفئران كمرادف للقذارة".

ويضيف رينيه "إنها ليست عدوانية، بل تهرب من البشر، كما أنها تساعد في الحد من القمامة من خلال تناول حوالي سبعة كيلوغرامات من القمامة خلال سنة من حياتها. ومن النفاق أن نقول إن حملة إبادة الجرذان في باريس هي مسألة تتعلق بالصحة العامة".

 

ويرجع انتشار الفئران بشكل واضح في باريس إلى الفيضانات التي حدثت خلال العامين الماضيين ولأشغال صيانة البنية التحتية التي تقوم بها مصالح المدينة، ما أجبر العديد من الفئران على مغادرة جحورها وأماكن عيشها المعتادة والركض في الشوارع والمتنزهات.

حملة حماية الفئران تركزت بالقرب من متحف اللوفر الشهير وأماكن سياحية أخرى وكذلك وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يحرج بلدية باريس.

وخلال الصيف الماضي، كشفت بلدية باريس أنها قامت بحوالي 4950 عملية تدخل ضد الجرذان تمت في الفترة ما بين يناير ويوليو 2018 مقابل 1700 العام الماضي. بالإضافة إلى معالجة 200 حديقة و600 مبنى ضد الفئران. كما تم تغريم 140 شخصاً بتهمة "تغذية" القوارض، وتم استبدال 327 صندوق قمامة في الشوارع بحاويات محكمة الإغلاق.

وفي ضاحية أوبرفيلييه في باريس، التي تأثرت بشكل خاص من غزو الفئران، حاولت السلطات وضع الفخ (مقصلة) صغيرة في شبكات الصرف الصحي كمحاولة لوقف تدفق القوارض.