يبتعد الطعام عن مجرد نكهات، في كتاب «حكايا المائدة: المأكولات البدوية العالمية لأبوظبي»، فهو يعكس ثقافة وحياة اجتماعية لمختلف الجنسيات، التي تعيش في أبوظبي.
هكذا يمكن تلخيص الكتاب الذي قدمت له معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وأطلق بحضورها مساء أول من أمس، في معرض 421 في ميناء زايد في أبوظبي.
وطن العالم
عن أهمية الكتاب الذي ألفته حنان السيد وريل، أشارت معالي نورة الكعبي في كلمة ألقتها: إن الطعام عنصر مهم لكل منا، فقد زرنا منازل بعضنا البعض في أبوظبي.
وقالت: عشت حياتي في مجمع سكني كان فيه الكثير من الجنسيات الأخرى، فتعرفت على «المنسف» وعلى «الكشري» وكان الطباخ سليمان يحضر لي «البلاليط» لأخذها إلى المدرسة بدلاً من «الساندويش». وأضافت: في عطلة نهاية الأسبوع كنت أذهب مع إخوتي إلى السوق القديم ونأكل «الفلافل».
وأكدت الكعبي أن أبوظبي بيت لكل الناس وفي كتاب «حكايا المائدة» هناك تجسيد لأبوظبي التي تعتبر أيضاً وطن المقيمين فيها وبيتهم. وأوضحت: لقد ترعرعنا معاً، وربما من خلال تناول كأس من الشاي هناك معاملة بين الكبير والصغير.
وتابعت: هو ما يبرزه الكتاب فهو حكايا لكل الأفراد ووصفات لذيذة لسوء الحظ لم أجربها كلها. واختتمت الكعبي بالتأكيد على أن هذا الوطن فيه من الانسجام الذي نستطيع من خلاله تحقيق الكثير.
ثقافات مختلفة
خلال لقاء مع حنان السيد وريل قالت: يسرد الكتاب الحياة في أبوظبي من الستينات إلى الآن من خلال أشخاص عاشوا بفترة مختلفة، وأضافت: يحتوي وصفات أكل، لأن الأكل هو محور يعكس حياة الجاليات التي تعيش الحياة الاجتماعية التي جعلت الناس تتعرف على الأكل.
وعن اختيارها لإصدار الكتاب باللغة الإنجليزية في إحدى دور النشر الأميركية قالت وريل: أردت أن تصل الرسالة لعدد كبير من الناس، لأجل أن يرى العالم أن مدينة أبوظبي التي تعيش فيها كل هذه الجنسيات المختلفة بتآلف، وسط العديد من الفرص المتاحة لهم، وهم يتشاركون من خلال الأكل بثقافات مختلفة.
وأوضحت: اشتغلت على الكتاب ثلاث سنوات ونصف السنة، فأنا مهندسة ومسؤولة عن عدد من المشاريع، واعتقدت أن البناء الذي ينتهي بعامين أو ثلاثة أعوام، لن يكون هو الزمن لإنجاز كتاب الذي أعتقد أنه لا يستغرق أكثر من شهر واحد.
وأضافت: لكني عندما تعمقت به استغرق معي هذا الوقت، بجانب عملي الأساسي لأني لم أكن متفرغة للكتاب وجزء كبير من تحضير الكتاب من تحضير الوصفات وكتابة الوصفات بطريقة سهلة التطبيق بعد التأكد منها 100% وقالت: لقد جربت كل الوصفات التي وردت في الكتاب ثلاث مرات، فقد كانت رحلة جميلة شعرت خلالها أني تنقلت حول العالم.
وأوضحت: وكل وصفة نذكر من أين جاءت وما هو تاريخها. وذكرت: الأكلات هي جزء من رواية القصة، بعد التعرف لماذا هذا الشخص اختار هذه الأكلة، وماذا تعني له من البيئة الموجودة فيها، وأخيراً تتأمل الكاتبة بترجمة كتابها إلى العربية.
وتضمن حفل الإطلاق حلقة نقاش أدارتها نور السويدي، التي استطلعت بعض آراء الكاتبة وبعض المساهمين في وصفات هذا الكتاب، بما في ذلك أسماء صديق مؤسس صالون الملتقى الأدبي، ورانيا ناصر ومنامي توميناقا. كما تم تقديم عدد من المأكولات المطهوة حسب الوصفات المذكورة في الكتاب.
المأكولات والصداقة
يسلط كتاب «حكايا المائدة: المأكولات البدوية العالمية لأبوظبي» الضوء على روح الضيافة والشعور بالتكامل والألفة، الذي لمسته وريل منذ الانتقال من مدينة نيويورك إلى أبوظبي في عام 1994. ويستوحي الكتاب حكاياته ووصفاته من مفهومي المأكولات والصداقة، ويحكي قصة مجتمع يتشكل من خلال مشاركة الوجبات والتقاليد والثقافة.