قال محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: أرى في قصر الحصن أهم متحف في الإمارة، بما في ذلك متحف اللوفر أبوظبي، لأنه يمثل تاريخنا وتقاليدنا.
جاء ذلك أمس خلال جلسة إعلامية نظمتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، في منارة السعديات في أبوظبي؛ لمناقشة الافتتاح المرتقب لقصر الحصن يوم 7 ديسمبر المقبل، بحضور سيف سعيد غباش، وكيل الدائرة، وسلامة الشامسي مدير قصر الحصن، والدكتور علي بن تميم مدير عام أبوظبي للإعلام.
وواصل المبارك: إن قصر الحصن موقع ثقافي وإنساني، وأتذكر عندما كنت طفلاً كنا نذهب إلى المجمع الثقافي، ونطلع على الكتب، وكلنا لدينا ذكريات جميلة في هذا الموقع، الذي يتكلم عن تراثنا وتقاليدنا وعن رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
والتي يسير عليها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونرى عليه بصماتهم.
وأضاف: في هذا الموقع قصص جميلة، ومثلما أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، نحن نرى تاريخنا كله هنا. وتابع: يقع قصر الحصن في منتصف أبوظبي ونعرف تاريخه الذي بدأ كأقدم برج في الإمارة. وقال: سيتحول القصر إلى متحف متاح للزوار من داخل وخارج الدولة، وستكون حديقته التي تقع في منتصف المكان حديقة جديدة تضاف إلى الحدائق الموجودة في أبوظبي مثل حديقة «أم الإمارات». واستطرد: ستكون هناك مقاه ومطاعم ومسجد من أجمل المساجد في العالم.
وأوضح يضم هذا المكان مقر المجمع الثقافي الذي يمثل رؤية الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كمقر ثقافي عربي، ونتذكر هنا العديد من العلماء والشعراء العرب الذين عدّوا هذا المكان مكانهم. وأشار المبارك إلى إقامة معرض يضم أعمال 25 فناناً إماراتياً. وإقامة معرض شهري من إنتاج الأطفال عند افتتاح المجمع الثقافي في شهر مارس المقبل.
وقال رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: نكتشف يومياً شيئاً جديداً في منطقة قصر الحصن، آخرها بئر ماء جديدة. وأضاف: كنا نمشي في الداخل والخارج ونتخيل المغفور له الشيخ زايد والمدينة والبنيان والمدارس، لأجل أن نجعل الزائر يعيش في نفس المجال.
وتابع هناك متحف داخلي يتكلم عن تاريخ الشيخ زايد الأول، والشيخ شخبوط بن سلطان، والشيخ زايد بن سلطان. ومتحف خارجي يتكلم عن العائلة الحاكمة، وماذا كان يحدث في المجتمع ويعكس ملابسهم وأفكارهم. وأشار إلى أن المقتنيات التي وضعت فيه منها ما يعود للأسرة الحاكمة ومنها ما تم تصنيعه من جديد، وقد كتب شرح عن كل القطع.
موقع ثقافي وإنساني
وأضاف: يصل عدد السياح إلى 55% من الذين يزورون اللوفر أبوظبي المتحف الذي يدعو باستراتيجيته إلى التسامح والحوار الثقافي.
وتابع: هؤلاء الزوار من ألمانيا والصين وإيطاليا، وغيرها من دول العالم هم أنفسهم الذين سيزورون قصر الحصن ومتحفه، وعندما يعودون إلى بلدانهم سيتحدثون عن تاريخنا وتقاليدنا وشيوخنا. وأضاف: نفس الأفكار الموجودة في قصر الحصن ستكتمل في متحف الشيخ زايد الوطني عند افتتاحه. وتابع: بهذا يكون متحف الشيخ زايد تكملة لقصر الحصن والعكس هو الصحيح.
قصص تتجدد
بدوره، قال سيف سعيد غباش وكيل الدائرة: يعد هذا الصرح التاريخي شاهداً على مراحل أبوظبي، ويروي قصة أجدادنا، والمراحل التي مر بها هذا المبنى، الذي يحتوي على عناصر حفظ التراث من خلال أعمال الترميم وهو ما يتماشى مع استراتيجية الدائرة والمجمع الثقافي. وأضاف: كان المجمع وما زال قلب أبوظبي الثقافي، وفيه ستوجد البرامج الثقافية في المسرح الداخلي والخارجي وبيت العود ومكتبة الأطفال.
وكشف غباش أنه بعد افتتاح القصر في 7 ديسمبر المقبل ستقام احتفاليات على مدار 9 أيام تستمر من الصباح إلى المساء، وستقام فيها عروض حية في كل المواقع التي يحتويها المبنى.
إضافات
وقالت سلامة الشامسي مدير قصر الحصن: أضيف إلى المكان مبنى جديد، سيكون مقراً للحرفيات والحرفيين من الغربية والعين، لأجل المحافظة على الإرث الوطني الخاص ورموزه، مثل الخوص وبيت القهوة، فهو بمقام سرد متحفي عن ثقافة وتراث أبوظبي.
ذاكرة عطرة
وقال الدكتور علي بن تميم: نتشرف اليوم بالحديث حول ذاكرة عطرة ضاربة في التاريخ، فما نراه وما نسمعه يشكل ذاكرة حية وهو حكاية لها بداية وخاتمة، ويشكل إرث وتاريخ أبوظبي.
وأضاف: هذا الإرث مرتبط بالقيم ولا يشكل فقط قلب أبوظبي النابض بالحياة والمستمر حينما جمع الجانب السمعي والمقروء، فهذا المكان يتضمن محتوى رفيعاً وسنعمل جهدنا حتى نحقق الرؤية لإنجاز مثل هذا المعلم، وجميعنا لدينا علاقة حية في هذا المكان، ويشكل ذاكرة تحتاج إلى تدوين وهي البداية التي ستشكل تاريخنا بما يشكله من قيم ثقافية.
رسوم
أشار محمد المبارك إلى أن المبنى سيكون محاطاً بالأشجار عوضاً عن السور، وسيوجد 500 موقف سيارات تحت الأرض. وتابع: ستكون هناك رسوم تبلغ 30 درهماً للكبار عند دخول قصر الحصن والدخول مجاناً للأطفال، بينما تفرض رسوم رمزية عند الدخول إلى مكتبة الأطفال.