أكدت دبي بالهول أن مهرجان طيران الإمارات للآداب يحقق قفزات نوعية مطردة، ويرتقي بمستواه سنوياً، مشيرة في حديثها لـ«البيان»، إلى أن تجربتها حازت كبير الإثراء خلال السنوات المنقضية بفضل حرصها على الاستزادة المعرفية وتجويد آليات وأساليب إبداعها، وبينت أن التراث الإماراتي أصبح جوهر مؤلفاتها الرئيس وبطل حكاياتها.

وقالت دبي: إن البون شاسع بين مشاركتي الأولى في مهرجان طيران الإمارات للآداب عندما كنت أبلغ من العمر 15 عاماً، كأصغر روائية، ومشاركتي في دورة هذا العام، بعد مرور 7 سنوات، حيث شاركت في إحدى جلسات المهرجان التي حملت عنوان «حكايات شعبية من الإمارات»، وهو عنوان سلسلة مؤلفاتها الجديدة التي تسرد عبرها عدداً من الحكايات الشعبية المعروفة في مجتمع الإمارات والموجهة للأطفال، بأسلوب مشوق، مدعمة بالرسوم التي تزين أغلفة وصفحات السلسلة التي أنجزت منها ثلاثة أجزاء العام الماضي، ولفتت دبي بالهول في حديثها إلى أنها ستنتهي من الجزء الرابع خلال هذه السنة، وتتطلع إلى أن تصل إلى الجزء العاشر من هذه السلسلة، لتحقق هدفها من هذا العمل وهو الحفاظ على الموروث الشعبي في هذا الجانب في مجتمع الإمارات.

توقيع

وكانت دبي بالهول قد وقعت خلال فعاليات مهرجان طيران الإمارات في نسخته الحادية عشرة هذا العام، نسخاً من سلسلة الحكايات الشعبية، التي جاءت بعد إصدارها الأول الذي كان عبارة عن رواية غلب عليها طابع الفنتازيا، باللغة الإنجليزية، وكانت تبلغ من العمر حينها 15 عاماً.

وتضيف بالهول إنها وبعد هذه السنوات تشعر بنضج أكبر ووعي مختلف، وطرح مغاير، لذا اتجهت للحكايات الشعبية التي غلبت عليها شخصية «الجني أو الشرير»، وتوضح أنها بعد اطلاعها وهي في مرحلة مبكرة من عمرها على قصص مثل «هاري بوتر» وغيرها من الشخصيات العالمية الخيالية، ولدت في داخلها رغبة لقراءة حكاية من تراث وبيئة الإمارات، فتوصلت إلى عدد من الشخصيات الأسطورية التي يزخر بها تراثنا، وكان مصدرها معلومات موثقة من إصدارات الباحث الإماراتي الدكتور عبدالعزيز المسلم، وباطلاعها على قصص الثقافات الأخرى لاحظت التشابه في عدد من الشخصيات والمجريات.

إرث

تسعى بالهول من خلال طرحها لهذه الحكايات إلى ربط الأجيال القادمة بما ورثته من الآباء والأجداد، إضافة إلى رغبتها في تغيير الصورة النمطية لدى الأطفال نحو الأشرار في هذه القصص أو من تختلف أشكالهم عن الآخرين، إلى نظرة إيجابية.

وتقول: على سبيل المثال شخصية «خطاف رفاي»، جني وشكله مرعب، كان يرغب بمساعدة السفن ليلاً التي كانت الأمواج تتحرك لتغرقها، فهو كان يسعى للمساعدة.

قيمة

التسامح هو أحد الركائز والمبادئ الأساسية التي حرصت دبي بالهول على جعلها محور معالجات سلسلتها «حكايات شعبية من الإمارات»، وهي أيضاً، وكما تؤكد في حديثها لـ«البيان»، تحرص عند لقائها الأطفال لتقرأ عليهم القصص على أن توجههم نحو فكرة التسامح مع الآخر..إذ يتفاعل الأطفال مع هذه الحكايات بشكل جميل ويطرحون الكثير من الأسئلة. وتلفت دبي بالهول إلى أن للقراءة دوراً كبيراً في التغيير والتأثير، كما أن الطفل يبحث عما يشبه عالمه، ذلك بعيداً عن العوالم غير الواقعية.