لم يكد مسلسل «لا موسيقى في الأحمدي» يمضي نحو حلقته الثالثة، حتى بادرته مواقع التواصل الاجتماعي بوابل من سهام النقد، متهمة إياه بالعنصرية والإساءة إلى الشخصية العُمانية، والتي سرعان ما أعلن نجوم العمل ومخرجه وكاتبته أيضاً، براءتهم منها، مؤكدين المكانة التي تحتلها سلطنة عُمان وشعبها في قلوبهم، داعين في الوقت نفسه إلى عدم التسرع في الحكم على المسلسل، والانتظار ريثما يمضي نحو حلقته الأخيرة، التي معها تتضح كل ملامح قصة العمل المقتبس أصلاً عن رواية الكاتبة منى الشمري، الحاملة للعنوان ذاته، في وقت أكد فيه مخرج العمل محمد دحام الشمري لـ«البيان»، أن العمل يتغزّل بالهوية العُمانية.

رقابة

واستطاعت التهمة التي وجهت للمسلسل، أن تشحذ روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، وأن تفصلهم إلى قسمين، بعضهم راح يهاجم العمل، وآخرون نذروا أنفسهم للدفاع عنه. وقال المخرج محمد دحام الشمري، الذي قاد دفّة العمل، لـ«البيان» إنه لا أحد يمكنه المزايدة على أهل الكويت في حب سلطنة عُمان وشعبها الكريم، وكذلك بقية شعوب دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال: «في الواقع أن مسلسل «لا موسيقى في الأحمدي» يرتكز على رواية بنفس الاسم للكاتبة منى الشمري، والتي فازت عنها بجائزة الدولة التشجيعية للآداب 2019، كما أن النص خضع للرقابة من قبل وزارة الإعلام -إدارة المصنفات والرقابة والنشر- ورقابة العروض بعد انتهاء تصوير المسلسل، داعياً الجمهور إلى التريث قليلاً لمعرفة ما ستؤول إليه أحوال هذه الشخصية. وأشار الدحام إلى أن المسلسل كما الرواية، يناقشان أموراً أساسية تشكل مسارات العمل.

وأضاف: «المسلسل والرواية يحاربان العنصرية، والفئوية والطائفية، وهما يحملان دعوة إلى قبول الآخر، والتسامح عند الاختلاف بين الطبقات الاجتماعية، ولمعالجة أمراض العنصرية لا بد لنا أن نعود إلى الجذور، لمعرفة كيف بدأت».

اللقمة الحلال

الدحام أكد في حديثه مع «البيان» أن العمل لا يحمل أي انتقاص من الشخصية العمانية.

وقال: «العمل ليس عيباً، واللقمة الحلال شرف لكل رجل، ولا يقلل من شأن أحد، فكل سكان الخليج قبل ظهور النفط كانوا في عوز وفقر، والبيت الخليجي واحد، فلماذا نستنكر العمل في بيوت بعضنا بعضاً، فالبيت واحد والعلاقات أخوية والمقتدر يعين المحتاج، ويوفر له فرصة عمل»، وتابع: «أستطيع التأكيد على أن المسلسل يتغزل بالهوية العمانية، وبالمكان العُماني، وفيها تاريخ نزوى العظيمة، وأنا من عشاق عُمان، وسبق لي أن صورت أكثر من عمل في السلطنة».

عزيمة وقوة

أما المنتج عبد الله السيف، فأكد من طرفه أنه من غير الإنصاف أن يتم استباق الأحداث والحكم على أي عمل من الحلقة الأولى، واتهامه بالإساءة.

وقال: «لا يجدر بنا حرق الأحداث، ولكن أود القول: إن متابعي العمل سيشهدون كيف أن الإنسان العُماني المكافح بعزيمته وقوته الداخلية سيتحول درامياً خلال الحلقات المقبلة، وأشير إلى أن الشخصية ستحقق نقلات، حيث تتفتح له أبواب التجارة والعلم، ويتبدل الحال تماماً».

أحداث

صاحبة النص الأصلي، الكاتبة مي الشمري، بينت أن ما كتبته في روايتها، هي جزء من أحداث عاشتها الكويت ومنطقة الأحمدي تحديداً.

وقالت: «أكن للشعب العُماني كل التقدير، وقد عاشوا بيننا بكل حب»، مضيفةً: «بتقديري أنه لا يجوز انتقاد العمل من حلقته الأولى، خاصة في هذا الجانب، حيث إن الشخصية ستشهد كثيراً من التطورات والتحولات الدرامية، ولكن كل ما علينا هو الانتظار ومتابعة الأحداث».