منذ بدء دوران عجلة الموسم الدرامي، وصراع خفي تدور رحاه بين مسلسلي «الهيبة ــ الحصاد» و«خمسة ونص»، تارة يتخذ شكل حرب الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، وتارة أخرى يطل عبر تصريحات «نارية» يتبادلها أفراد من طاقمي العمل، وتارة ثالثة يبرز في محاولات كل عمل فرض «رومانسيته» الخاصة على الشاشة، ليبدو أن العملين قد تقاسمهما غطاء الرومانسية، لاسيما بعد فقدان مسلسل «الهيبة ــ الحصاد» لجزء كبير من «هيبته»، بعد أن أتاح صناعه مساحة أكبر للرومانسية في أحداثه.

ورغم الصراع، يسير العملان نحو الأمام، مع كل يوم يمضي من شهر رمضان، حيث يسعى كل واحد منهما إلى إثبات نفسه، وإنه يتربع على عرش قائمة الأفضل في رمضان، وهو ما قسم رواد «التواصل الاجتماعي» إلى نصفين، أحدهما يدعم «خمسة ونص»، فيما الآخر يدعم «الهيبة ــ الحصاد» والذي لا يزال واقفاً عند حدود الجزء الثالث، ولا يعرف إن كان سيمضي نحو رابع أم لا.

تصعيد

«خمسة ونص» للمخرج فيليب أسمر، وبطولة السوري قصي خولي واللبنانية نادين نسيب نجيم، ومعتصم النهار، نجح خلال حلقاته الماضية في تكريس نفسه على عرش «الرومانسية»، ليبدو أن مؤلفته إيمان السعيد قد مضت فيه على نسق «ألف ليلة وليلة»، في وقت سارت فيه الأحداث بإيقاع بطيء، لتكسرها إيمان ببعض تفاصيل من قصة الحب التي تجمع بين «بيان نجم الدين» الطبيبة التي تلعب دورها نادين نسيب نجيم، و«غمار الغانم» الذي يلعب دوره قصي خولي، ورغم حالة الملل التي قد يسببها العمل أحياناً للمشاهد، إلا أن «خمسة ونص» لا يزال يراهن على قدرته في «تصعيد» وتيرة الأحداث خلال الأيام المقبلة، لتبدو أن «جرعة الرومانسية العالية» هي التي يراهن عليها صناع العمل أكثر من رهانهم على نجومه.

حلقات مسلسل «خمسة ونص» لم تكن تمضي من دون «الاعتداء» على «الهيبة»، حيث لوحظ في الحلقة الثامنة، عرض مشهد تظهر فيه الممثلة إيمان عبد العزيز وهي تتابع أحد المسلسلات وتوجه له سيلاً من النقد اللاذع، ليتبين لاحقاً أنها كانت تتابع مشهداً من مسلسل «الهيبةـ العودة»، ليثير بذلك حفيظة مؤيدي «الهيبة»، والذين اعتبروا ذلك بمثابة «اعتداء» على العمل برمته، ورأوا أن ذلك فيه استهزاء وتقليل من قيمة «الهيبة»، لتطل إيمان السعيد عبر «التواصل الاجتماعي» وتعلن براءتها من التهمة.

ارتفاع

في رمضان الحالي، يبدو أن «الهيبةـ الحصاد» للمخرج سامر برقاوي، قد خلع ثوب هيبته، بعد أن شهدت أحداثه ارتفاعاً ملحوظاً في منسوب الرومانسية، التي أخرجت العمل عن إطار شكله العام الذي حافظ عليه في الجزأين الأول والثاني، حيث كان البطل «جبل» (تيم حسن) أسير عادات وتقاليد، وحالة اجتماعية وتركيبة معقّدة في منطقة «الهيبة». في الجزء الثالث استطاعت «الإعلامية نور رحمة» (سيرين عبد النور) أن تسقط بسحرها «جبل» (تيم حسن) في بحر الرومانسية، بعد أن ظل طوال الوقت قادراً على إخفاء مشاعره، خوفاً على هيبته.

انتقال المسلسل من دائرة العنف، إلى قصة حب من النظرة الأولى، وقع فيها الطرفان، بدا خطاً جديداً يذهب صناع العمل باتجاهه، ليؤكدوا أن العنف أحياناً قد يقود إلى الحب والرومانسية، وهو ما حاولوا التمهيد له في الحلقات الأولى من «الهيبة ـ الحصاد» الذي يقف حالياً عند حدود الجزء الثالث، في وقت لم يعرف بعد إن كان سيواصل مسيرته نحو جزء رابع أم لا، ليظل القرار النهائي في يد الشركة المنتجة للعمل، التي ربطت عملية المضي في إنتاج الجزء الرابع، بما يحققه الثالث من نجاح جماهيري، وهو ما أكده أيضاً كاتب سيناريو العمل باسم السلكا.