القصص الموجهة للأطفال والتي تتحدث عن تاريخ دولتهم تعزّز لديهم قيم الانتماء والفخر، هذا ما تقدمه قصة «رماد أم النار» الصادرة عن مؤسسة فاطمة بنت هزاع الثقافية للكاتبة نورة الخوري.

بهذا قدمت الكتاب ميسون بربر، المدير التنفيذي لمؤسسة فاطمة بنت هزاع الثقافية في حديثها لـ«البيان»، حيث قالت: يتناول الكتاب حضارة الإمارات الضاربة في التاريخ، ويعرف القراء الصغار بالعديد من القطع، التي يُعرض بعض منها في متحف اللوفر أبوظبي.

حضارة الإمارات

وتابعت بربر: جاء الكتاب بعد أن وجهت الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة المؤسسة، باستعراض أهمية حضارة أم النار، التي تعود إلى ما قبل 800 عام، وأضافت: هو ما يبين أن عمر دولة الإمارات ممتد في التاريخ.

وأفادت قائلة: بعد نقاشات تم وضع «ثيمة» الكتاب مع المؤلفة نورة الخوري، التي قامت بدورها بالبحث عن تلك الآثار المكتشفة في حضارة أم النار، التي تُعرض قطع منها الآن في متحف اللوفر أبوظبي. وقالت بربر: كُتِبت القصة بطريقة تبدأ بالزمن الحالي، ومن ثم تعود بالقارئ الصغير إلى الزمن الماضي، لأجل ربطه بهويته الإماراتية، ولأجل أن يجد نفسه في القصة.

أهمية

وواصلت المدير التنفيذي لمؤسسة فاطمة بنت هزاع الثقافية بقولها: تنبع أهمية مثل هكذا قصص من أن جهود دولة الإمارات تقوم في هذه الفترة على إبراز العلوم الإنسانية والفن واللغات لتكون جزءاً من ثقافة الطالب. وتابعت: في ظل وجود هذه المتاحف والحركة الثقافية، التي تكبر كل يوم في أبوظبي، وجدنا أن يكون الطالب على وعي ودراية بتاريخ الدولة، وآثارها، وأهمية القطع المعروضة في متحف اللوفر أبوظبي، الذي يضم معروضات من اللوفر باريس، ويضم من حضارات العالم كله إلى جانب الحضارة الإماراتية.

معلومات تاريخية

من جهتها، قالت مؤلفة الكتاب نورة الخوري: عبر 48 صفحة عملت على سرد قصة موجهة للأطفال من سن 9 إلى 12 عام، تتحدث عن عدد من الآثار المكتشفة في جزيرة ومنطقة أم النار، واعتمدنا بهذا على معلومات تاريخية بدأت بالتنقيبات الدنماركية في فترة أربعينيات القرن الماضي، ومن ثم أكملها العراقيون في فترة الستينيات والسبعينيات.

وأضافت: تواصلت مع عالم الآثار د. وليد ياسين التكريتكي الذي منحني الموافقة لاستخدام بعض الصور الموجودة في كتاب له عن حضارة أم النار، كما ذهبت إلى اللوفر أبوظبي، واطّلعت على تلك الآثار المكتشفة والمعروضة في المتحف. وواصلت: وضعت تلك المعلومات عن طريق أحداث تجري مع «محمد»، وهو اسم الشخصية الرئيسة، التي اختارتها مؤسسة فاطمة بنت هزاع الثقافية، الذي يدخل في لعبة واقع معزز، ليعيش لحظات لها علاقة بالخيال، ومن خلالها يتعرف على الآثار الإماراتية.

صور فوتوغرافية

واستدركت الخوري قائلةً: إلى جانب الرسومات الموجودة في كتاب «رماد أم النار» تعمّدنا أن ندرج صوراً فوتوغرافية لهذه الآثار مأخوذة من صور الآثار في متحف اللوفر، ومن كتاب التكريتكي؛ لمعرفة الشكل الحقيقي لتلك القطع الأثرية. فيما شددت المؤلفة على أن الهدف من الكتاب هو ربط الطالب الإماراتي بتاريخه وحضارته، وتعريف الصغار بالماضي البعيد للمنطقة.

أفكار

أفادت ميسون بربر بأن ربط اليافعين بتراثهم وتقاليدهم جعلنا نضع أفكاراً لكتب مثل تربية الخيول، وأخرى لكلب الصيد «السلوقي»، وغير ذلك من كتب تُسهم في تعميق معرفة القُراء بطبيعة محيطهم المُعاش.