نحو عامين قضاهما الممثل المصري أحمد رزق في دروب المسلسلات وعلى خشبة المسرح، قبل أن يحمل رحاله ويمضي في طريق الفن السابع، لتكون انطلاقته في فيلم «ست الستات» (1998) للمخرج رأفت الميهي، ليلمع نجمه في «فيلم ثقافي» للمخرج محمد أمين، ليمضي من بعده نحو «مافيا» الذي مثل بداية خيوط علاقته مع المخرج شريف عرفة.
ليكون ذلك بمثابة تحقيق أول أحلامه بالعمل مع مخرج كبير بوزن عرفة، والذي وصفه رزق في حواره مع «البيان» بـ «أنه أحد كنوز السينما المصرية»، لا سيما أن علاقة رزق بعرفة لم تتوقف عند حدود «مافيا» وإنما توالت الأعمال بينهما، لتصل إلى «الممر» الذي أطل فيه رزق أخيراً بشخصية «المراسل الحربي»، ليعيد من خلالها إحياء هذه الشخصية، في فيلم وصفه النقاد بأنه «مشدود للغاية»، وعمل قادر على إعادة السينما المصرية إلى خطها الجاد، حيث بدا رزق في «الممر» أشبه بـ «كوميديان» في مهمة عسكرية.
تجربة
في فيلم «الممر» هيمن «الأكشن» على المشهد العام، ورغم ذلك، كان لأحمد رزق دور مهم في منح الجمهور الفرصة لـ «التقاط الأنفاس»، فيما يبدو أن رزق قد «درس» الشخصية جيداً، وتمكن من حملها على كاهليه، وهو الذي تميز بخطه الكوميدي. رزق قال عن تجربته مع شخصية «إحسان» في فيلم «الممر»:
«تميزت شخصية إحسان بقربها من الناس، لكونها شخصية مدنية تقف في وسط ثلة من العساكر، وبالتالي فقد كانت تحمل الكثير على عاتقها، كونها تواجه صعوبات كثيرة في الميدان الحربي، ولذلك كان لزاماً عليّ قبل أن أمضي في تجسيد هذه الشخصية أن أتعرف عليها من كل جوانبها، وأن أقرأ عن هذه النوعية من الشخصيات، كونها شخصية مدنية ترتدي الزي العسكري.
وأعتقد أنه من حسن حظي أنني التقيت خلال عملية التحضير لهذه الشخصية بمصور سينمائي، سبق له أن خاض التجربة في الفترة ذاتها التي تقع فيها أحداث الفيلم، وهي حرب الاستنزاف، واستطعت من خلاله أن أعيش التجربة، وأن أتعرف على كل المصاعب التي مرّ بها خلال هذه الفترة، واستمعت منه لعديد المواقف التي مر بها ومجموعته، الأمر الذي ساعدني كثيراً خلال عملية التصوير».
مساحة خاصة
المتابع لأحداث «الممر»، يشعر بطبيعة الفرق الذي أحدثه أحمد رزق في الأحداث، ليبدو أن المخرج شريف عرفة قد أولى له مهمة إخراج المتفرج من أجواء الفيلم المشحونة بالتوتر، باستخدام الابتسامة، وعن ذلك قال:
«قد يظن البعض للوهلة الأولى أن «الممر»، هو عمل أكشن وحربي فقط، ولكن عند متابعته يكتشف وجود خط كوميدي وآخر عاطفي في العمل، وكلاهما يتشابك مع خط الأكشن لتكوين القصة التي يقدمها العمل، وأعتقد أن وجود الكوميديا في فيلم حربي كان أمراً ضرورياً.
وهو يمثل أحد أهداف المخرج شريف عرفة، الساعية لإيجاد مساحة خاصة في العمل تمكن الجمهور من التقاط أنفاسه بين مشاهد الأكشن، وما زلت أذكر ما قاله له المخرج شريف عرفة، قبل بدء التصوير، بأنه يريد مني أن أكون «نفس» الفيلم، وذلك لكونه مشدوداً، ويضم جرعة عالية من الأكشن، وأعتقد أن ذلك كان مفيداً للغاية، وأسهم في تقديم خلطة مفيدة للفيلم».
طاقة خير
«الممر» يعد الفيلم الرابع في قائمة التعاون بين شريف عرفة وأحمد رزق، بعد «مافيا» و«الكنز» بجزأيه الأول والثاني، ليبدو أن العلاقة بينهما متجذرة، الأمر الذي دعا رزق لاعتبار نفسه أحد «المحظوظين» بعمله منذ بداياته مع شريف عرفه، حيث قال: «أعتبر نفسي محظوظاً بأنني عملت مع المخرج شريف عرفة منذ البداية.
حيث كان «مافيا» أشبه بـ «طاقة الخير» التي فتحت لي، ومن بعدها قدمت معه «الكنز» الأول والثاني الذي سيرى النور قريباً، ولا أنكر أن العمل مع عرفة كان أحد أحلامي، وهو أحد أولئك الذي آمنوا بموهبتي، ومعه تعودت أن أسلم له نفسي بالكامل، وأن أبتعد عن طرح الأسئلة، لإيماني بأن لديه إجابة عن أي استفسار يدور في داخلي، وهو ما يجعلني أعتبره أحد «كنوز السينما المصرية».