أنهت الكراهية والرفض الاجتماعي التي عانى منها الطفل السوري وائل، حياته بعد أن حاصرته عيون البغض والرفض في تركيا بالمدرسة والحي وفي كل مكان، ليختار الموت شنقاً على أبواب المقبرة في ولاية كوجالي التركية.

وائل ذو الأعوام التسعة فقد كل مقومات التعايش في تركيا، فيروي والده المكلوم أنه طوال السنوات الماضية كانت عيون الكراهية تطارده في المدرسة وبين أهالي الحي، حتى الأستاذ في المدرسة كانت لا تخلو نظراته من الازدراء.

ففي صباح الخميس الماضي استفاق الأتراك في ولاية كوجالي على جثة الطفل وائل، إذ عثروا، على الطفل مشنوقاً ومعلقاً على باب مقبرة في قضاء كارتبه، وأبلغوا الجهات المسؤولة على الفور، وبدورها تحركت الجهات المسؤولة ونقلت جثة الطفل بعد إخضاعها للفحوصات اللازمة في موقع الحادثة إلى المشرحة، حيث أُخضعت مجدداً للفحص والتشريح، من ثم سُلّمت إلى ذويه لاستكمال إجراءات الدفن.

وبحسب ما تداوله ناشطون في تركيا، فإن وائل كان يعاني من الإقصاء والرفض الاجتماعي والتنمّر من قبل زملائه في المدرسة لكونه سورياً، مشيرة إلى أنه تعرض للتوبيخ يوم انتحاره من قبل أحد المدرسين أيضاً.

وشهدت الحادثة تفاعلاً كبيراً من الأتراك على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر العديد منهم عن استيائهم إزاء ارتفاع حدة خطاب الكراهية تجاه اللاجئين السوريين، فيما دعا ناشطون إلى حملة «أنا إنسان» لإعادة النظر في التعامل مع اللاجئين السوريين. في غضون ذلك حمل ناشطون سوريون بعض وسائل الإعلام التركية مسؤولية موجة الكراهية التي يتعرض لها اللاجئ السوري على وجه التحديد، مطالبين الحكومة التركية بالتدخل لحماية اللاجئين من حملات الكراهية.