تودّع الشارقة العاصمة الإسبانية مدريد، بعد أن استعادت على مدار 3 أيام من الفعاليات الثقافية والأنشطة المعرفية، تاريخ العلاقات الحضاريّة بين العرب والإسبان، حيث نقلت خلال فعاليات الاحتفاء بها ضيف شرف الدورة 37 من «معرض ليبر الدولي للكتاب – مدريد 2019»، تجارب نخبة من أبرز الكتاب والمثقفين الإماراتيين للمجتمع الإسباني، وعرضت جهود 13 مؤسسة ثقافية ومعرفية وأكاديمية من الشارقة، لتفتح باب التعاون والعمل المشترك مع نظيرتها الإسبانية.

أكد حضور الشارقة في العاصمة الإسبانية مدريد، رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في اعتماد المعرفة والثقافة والفن، ركيزة أساسية ومتينة للتواصل مع الآخر، وتقريب المسافات بين الشعوب على قاعدة من المحبة والسلام، إذ جاءت مجمل مشاركات المثقفين الإماراتيين ورسائلهم خلال المشاركة في الحدث، امتداداً وتجسيداً لخطاب صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي ألقاه في حفل توقيع مؤلفاته المترجمة للإسبانية، والذي صرح فيه: «وجودنا في إسبانيا، هدفه صناعة مستقبل قائم على المحبة والتعارف الصحيح الخالي من أي غرض آخر».

كشف وفد الكتاب والمثقفين الإماراتيين، الممثل لإمارة الشارقة في المعرض، عن الركائز الأساسية التي تقود عليها العلاقات الثقافية بين العرب والإسبان، وعن الجهود التي تقودها الشارقة لتجديد التواصل التاريخي والبناء عليه، فيما يخدم الحراك المعرفي والإبداعي العربي والإسباني، إذ استعرض المشاركون خلال سلسلة ندوات حوارية ونقاشية، العلاقة بين القصيدة الشعبية الإماراتية والموشح الأندلسي، وتوقفوا عند تاريخ أبرز الرحالة الإسبان للبلاد العربية وبلدان الخليج، بالإضافة إلى تقديم قراءات جمالية في ملامح العمارة في مدينة الشارقة، وأثر المعمار الأندلسي فيها، وغيرها من المواضيع المتعلقة في الخط العربي، والموسيقى، والفلسفة والفكر، والأدب.

ولم تغب فعاليات تقديم الفن العربي والتراث الشعبي الإماراتي، حيث عرض مجلس إرثي للحرف المعاصرة، مشاريعه في حرفة التلي والسفيفة والتطريز، فيما استضاف معهد الشارقة للتراث، فرقة الشارقة للفنون الوطنية، في عروض الأهازيج الإماراتية، التي تعكس ثقافة الساحل والصحراء في الإمارات، أما دائرة الثقافة، فخصصت منصة للخطاط خالد الجلاف، لتخطيط أسماء زوار المعرض الإسبان.

ورفع جناح الإمارة المشارك في المعرض علم دولة الإمارات على مساحة هي الأكبر بين الأجنحة المخصصة لأكثر من خمسين بلداً من مختلف بلدان العالم، ليجمع تحت مظلته مؤسسات متخصصة في ركائز العمل الثقافي الإماراتي، حيث حضرت مؤسسات معنية بتعزيز حركة النشر وصناعة الكتاب، وأخرى تعمل للارتقاء بجودة الكتاب الإماراتي والعربي.

وحرصاً منها على إبراز قيمة وأهمية الأدب المحلي، والتعريف بمنجزاته، قدّم جناح الإمارة المشارك، سبعين كتاباً مترجماً للغة الإسبانية لكتاب وشعراء وروائيين إماراتيين وعرب، تمت ترجمة أعمالهم تحت إشراف هيئة الشارقة للكتاب.