توصلت بلدة كاميكاتسو في محافظة توكوشيما غربي اليابان، لابتكار طريقة تواجه بها مشكلة السكان المتقلصين عددياً والمتقدمين عمرياً، فلجأت إلى أوراق الشجر للحفاظ على استمرارية دوران عجلة الاقتصاد.
وخطرت الفكرة أولاً لرجل الأعمال الياباني توموجي يوكيوشي الذي وضع مخططاً يقضي ببيع أوراق الأشجار الجميلة التي تملأ المنطقة إلى كل المطاعم الفاخرة في اليابان التي تعتمد الأوراق متعددة الألوان في تزيين أطباقها. وهكذا تأسست شركة «إيرودوري».
وينهمك المزارعون المحليون، ومعظمهم من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين الستين والثمانين، في قطاف أكثر من 300 نوع من الأوراق. وهم لا يستفيدون من تحصيل دخل وحسب، إذ يطورون مهاراتهم التكنولوجية من خلال استخدام الحواسيب والأجهزة اللوحية لملء الطلبات.
وتقول يوكيو نيشيكايج، البالغة من العمر 82 عاماً: «لقد ولدت وترعرعت في كاميكاتسو، وأقوم بقطف الأوراق وجمعها منذ 28 عاماً. ولم أكن أملك يوماً هاتفاً متحركاً لكنه أصبح اليوم ضرورة. لقد بذلت جهداً في التعلّم وأصبحت أجيد استخدامه تماماً اليوم».
هذا ويبدأ المزارعون بتلقي الطلبيات يومياً ابتداءً من الساعة الثامنة صباحاً، بعدها ينطلقون إلى الحقول لبدء القطاف. ويحاولون التسليم في الأوقات المحددة على الدوام. وتضيف نيشيكايج بالقول: «لا بدّ من التفكير في الأسعار ووقت التحضير عند تلقي الطلبيات، ولا وقت للإضاعة. لكن الأوراق جميلة وخفيفة ولا أفكر بالتقاعد».
مرّ وقت تخوّف فيه أبناء كاميكاتسو بأن يتركوا أسر الجبال المحيطة وعجز السنين، لكنهم أثبتوا اليوم أنهم قادرون على الاكتفاء والعيش برفاه.