لم يكد المخرج الإماراتي عادل جمعة الحلاوي، ينتهي من فيلمه «المقاتل الذي لا يهزم»، والذي يعد أول فيلم أكشن إماراتي، حتى وجد نفسه يقف وسط ساحة المعركة ضد فيروس «كورونا»، في هذه الحرب، التزم عادل وفريق عمله حدود البيت، ولكنه لم يترك موقعه في خط الدفاع عن الوطن ضد الفيروس المستجد، متمسكاً بإيمانه بأن «الفن يلعب دوراً مهماً في تقريب وجهات النظر»، ويسهم بفاعليه في رفع مستوى الوعي المجتمعي حيال فيروس جديد، لا يزال الأطباء يبحثون له عن لقاح، يسهم في تخليص البشرية من آثاره.
وفي ظل الإجراءات الاحترازية، آثر الحلاوي البدء في العمل على إنتاج حلقات كرتونية توعوية، جلها يصب في إطار هذه الإجراءات، سائراً على قاعدة «متباعدون عن بعضنا، قريبون من الوطن»، فكانت النتيجة إنتاج 4 حلقات كرتونية، لا تتجاوز دقائق كل واحدة منها أصابع اليد الواحدة، يلعب بطولتها «فنتك»، شخصية إماراتية في هيئتها ولهجتها، ابتكرها الحلاوي، لمواجهة «كورونا» المستجد.
حلقات «فنتك يحارب الكورونا»، التي رأت النور أخيراً على «يوتيوب»، بدت أشبه بطريق ممهد، يأخذ المخرج عادل الحلاوي، نحو برنامج «الرؤية المعقدة»، الذي يضيء في حلقاته على بعض القضايا الاجتماعية التي خلفها فيروس «كورونا» على أرض الواقع، حيث أضاء عليه الحلاوي في حديثه مع «البيان»، حيث قال: «وضع فيروس «كورونا» العالم أجمع أمام تحديات عديدة، أبرزها يتعلق بمدى ارتفاع مستوى الوعي في التعامل مع الفيروس، والوقاية منه، وبناءً على ذلك، ارتأينا تسخير إمكاناتنا الإنتاجية في تقديم جرعات توعوية للجمهور».
اختيار عادل لصيغة «الأنيميش»، لم تكن عبثية، وبحسب قوله، فـ «الأنيميش قريب جداً من قلوب الناس»، وهو «الأقدر على إيصال الفكرة بطريقة سلسلة وسهلة»، ويشير إلى أن الحلقات الأولى من سلسلة «فنتك يحارب الكورونا»، جاءت محملة بالكثير من التعليمات التي تساعد على رفع مستوى الوعي لدى المجتمع بشكل عام.
إنتاج عادل الحلاوي لم يتوقف عند حدود سلسلة «فنتك يحارب الكورونا»، فها هو يمضي في الإعداد لبرنامجه «الرؤية المعقدة»، وبحسب قوله، فـ «اسم البرنامج نبع من منطلق أنه يتم رؤية بعض الأمور بطريقة معقدة»، ويقول: هدفنا تقديم تفسيرات مبسطة لكافة الأمور المتعلقة بفيروس «كورونا»، ولذلك، ركزنا في حلقته الأولى على التأثيرات النفسية والاجتماعية التي خلفها الفيروس، وخلالها قدمنا نصائح عديدة للتعامل مع هذه التأثيرات.