في رمضان هذا العام، تلعب الدراما البدوية دور البطولة، حيث تجري على أرض الواقع، تصوير مجموعة تتجاوز في عددها الأربعة أعمال، قاسمها المشترك هو «البيئة البدوية»، لكل واحدة منها توجهها، وصيغتها وخطوطها الدرامية الخاصة، بعضها يذهب في اتجاه جاد للغاية، وأخرى تسير على خط الكوميديا، الهادفة إلى رسم الابتسامة على وجه الجميع، كما في مسلسل «الديرة»، الذي وضعت كاميراته أوزارها، بعد إعلان المخرج محمد علوان، عن انتهاء تصوير كامل مشاهد العمل، الذي يحمل بصمات الكاتب د. محمد البطوش.

قد يبدو المسلسل في سياقه العام «بدوياً خالصاً»، ولكنه في الواقع، يكاد أن يتحرر من «الصيغة» التي طالما حكمت هذه النوعية من الدراما، ليذهب في أبعاده ومعالجاته نحو مناطق أخرى، طارحاً من خلالها قضية تتقاطع مع الواقع بطريقة ما، الأمر الذي يتوقع أن يحظى العمل بالصدارة في رمضان، كونه يسلك في اتجاه الكوميديا المغلفة بقالب جاد.

فحكاية العمل لا تخرج عن إطار «ديرة» الشيخ حمود، المعروف عنه كرمه وحبه للعطاء، ولأهل ديرته، ولكنه في المقابل، محاط بثلة من الرجال الذين يجتهدون في نقل صورة خاطئة للشيخ حمود عن أحوالهم، ما يمكنهم من ظلم الناس وسلبهم أموالهم، من دون معرفة الشيخ حمود، الذي يهيمن عليه القلق على مستقبل ديرته بعد رحيله، لا سيما وأن وريثه شاب بسيط محدود الإدراك والإمكانيات، وهو ما يضع مستقبل الديرة في خطر.

لكن اللافت في العمل الذي تنتجه منصة جوي، بالتعاون مع أي سي ميديا، يكمن في طبيعة الاختلاف بين أجيال نجومه، وعلى رأسهم يقف الفنان السعودي طارق الحربي، الذي يرتدي هذه المرة عباءة «صقر»، ورغم ما تمتاز به هذه الشخصية من جديه، إلا أنها لم تتمكن من إخراج طارق من الإطار الكوميدي، الذي طالما تميز به.

في وصفه للشخصية يقول طارق إنها «شخصية كوميدية لطيفة»، ويؤكد في الوقت نفسه، بأن العمل برمته يمتاز بـ «عفويته وتلقائيته»، فضلاً عن كونه ينتمي إلى الدراما البدوية التي يعشقها الجميع، لكونها تذكرنا بـ «الأصالة». مشيراً إلى أن تجربته في العمل «جميلة جداً، وذلك لكون العمل كوميدياً، وهو ما يتسق مع طبيعته»، مؤكداً استمتاعه كثيراً في هذه التجربة التي تأخذه في طريق مختلف عما تعود عليه في أروقة التقديم التلفزيوني.

على الطرف الآخر تقف الفنانة الأردنية أميرة سمير، التي أطلت العام الماضي في المسلسل البدوي «فتنة». في «الديرة» ترتدي أميرة لباس «غزيل»، وبحسب قولها، فهي تمثل «صوت العقل، الذي ينادي دائماً بكل ما هو صحيح، حتى وإن كان ذلك على حسابها».

ورغم خبرتها في الأعمال البدوية، إلا أن التحضير لهذه الشخصية «لم يكن سهلاً»، وفق وصفها، حيث قالت: «الشخصية احتاجت مني إلى جهد ذهني كبير، للوصول إلى أعماقها، ولأتمكن من إظهارها بالشكل المطلوب»، مؤكدة أن «التجربة جميلة، واستمتعت بكوني جزءاً منها، حيث يمكنني القول إنها إضافة نوعية لرصيدي الدرامي».

قائمة العمل الذي يشرف عليه حمود الرميان وطوني صعب، تضم أيضاً، محمد الإبراهيمي، وأريج دبابنة وإبراهيم النوابنة وحسن خمايسة وخالد الطريفي وهشام حمادة، وغيرهم.