تمثل واحة العين عنصراً أساسياً من عناصر الاستراتيجية الشاملة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الحفاظ على الكنوز التراثية الوطنية باعتبارها حجر الأساس في قطاع السياحة والثقافة بما يتناسب ورؤية أبوظبي لحماية تراث الدولة خصوصاً مع ما تحتله واحة العين من مكانة كونها من المواقع الأكثر شهرة على مستوى دولة الإمارات. وتعد الواحة امتداداً لعطاء وجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي العريق للواحات، وتطويره باعتباره إرثاً مستداماً للأجيال القادمة.
وتعتبر الواحة أكبر واحات مدينة العين، وهي من أقدم المناطق المأهولة بالسكان بها، إذ يعود تاريخها إلى أكثر من 4000 عاماً. وتتوزع الواحة على مساحة تزيد على 1200 هكتار تحتوي على أكثر من 147 ألف نخلة من أصناف متنوعة تقارب الـ 100 صنف، وهي بمقربة من متحف قصر العين ومتحف العين الوطني. وتجدر الإشارة إلى أنه يتم الري في هذه الواحة بواسطة نظام الأفلاج، حيث تضم واحة العين مجموعة من قنوات المياه المبهرة التي تأتي من الجبال المجاورة لتضخ الحياة في مزارع النخيل.
سياحة وثقافة
وواحة العين مدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» لمواقع التراث العالمي، وتسهم في العمل على تطوير وترسيخ مكانة أبوظبي العالمية والترويج لها سياحياً وثقافياً من خلال الأنشطة والفعاليات التي تحافظ على قيمنا الثقافية بما يحقق طموحات القيادة الرشيدة.
قيمة كبيرة
وتمنح الواحة زوارها تجربة اكتشاف القيمة الكبيرة لهذا الموقع، بالإضافة إلى اطلاعهم على مقومات الواحة كموقع للتراث العالمي من خلال إنشاء «المركز البيئي» الذي يوفر لمحة شاملة حول مكانة الواحة وأهميتها لحضارة أبوظبي، كما تتكون واحة العين من عدة مناطق توفر كل منها برامج متنوعة وأدوات تفاعلية وتعريفية للزوار ترتبط فيما بينها بممرات مخصصة لجولات الزوار يستكشفون من خلالها أبرز المعالم الطبيعية للواحة والطراز المعماري الفريد لمبانيها ومرافقها، إضافة إلى الواحة المصغرة التي تمثل تجربة تفاعلية تحاكي الواحة الحقيقية في مزارع النخيل، والتي تمكن الزوار من اكتشاف شبكة نظام الفلج التي تنقل المياه إلى مزارع النخيل.
ملامح جمالية
حرصت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي على إدخال ملامح جمالية ولمسات فنية بروح إبداعية أضفت على واحة العين أصالة الماضي وعراقته، وتألق الحاضر ورونقه، وليس بالغريب أبداً حرص الجهات والمؤسسات المعنية في منطقة العين الخضراء على إبراز شتى الإمكانيات السياحية التي تملكها لتتحول إلى وجهة مهمة للسياحة.