يواصل معرض التراث المغربي فعالياته بمركز أبوظبي للمعارض وسط إقبال كبير ومتزايد من جانب المسؤولين والزوار من مختلف الجنسيات والذي يتوقع تضاعفهم خلال الأيام المقبلة للاستمتاع بالتراث والتاريخ والحضارة المغربية في المعرض المستمر ويستمر حتى السادس والعشرين من شهر ديسمبر الجاري.
احتفاء بالتراث
وأشاد ناصر النويس رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا الفندقية بالمعرض التراثي المغربي الذي يعبر عن روح التاريخ والحضارة والثقافة والفن المغربي الأصيل، مشيراً إلى أن المعرض مناسبة جيدة للاحتفاء بالتراث والثقافة المغربية على ارض الامارات والعاصمة أبوظبي ويعيد اكتشاف هذه الكنوز ويساهم في توطيد العلاقات القوية بين البلدين والشعبين الشقيقين وتعريف المواطنين والمقيمين وزوار الدولة بالحضارة المغربية العريقة.
وقال النويس في تصريحات خاصة لـ«البيان» خلال زياته للمعرض التراثي المغربي، إن المعارض لها اهمية كبيرة في الترويج والتسويق السياحي في أبوظبي والدولة مثله كباقي المعارض الأخرى التي تقام وتحتضنها مدن وإمارات الدولة، وتنعكس إيجابيا على قطاع السياحة والفندقة بشكل عام ومختلف القطاعات الاقتصادية المرتبطة بها.
معربا عن أمله في ان يكون في الدولة اكثر من فعالية معرضية كمعرض اديبك وايدكس ودبي للطيران وغيرها، والتي تساهم بشكل فعال في انتعاش الصناعة المعرضية والسياحة بالدولة، ونتمنى ان يكون لدينا اربع أو خمسة معارض كبيرة لأنها تنعش الاقتصاد الوطني في الدولة.
علاقات متميزة
وأشاد بالعلاقات المتميزة والرفيعة التي تربط بين دولة الإمارات والمملكة المغربية الشقيقة، والتي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باني نهضة الاتحاد، وهي التي نجني ونحصد ثمارها حاليا في علاقاتنا مع المغرب التي لا تزال مستمرة في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والملك محمد السادس ملك المغرب.
الوجه الحضاري للمغرب
وأبدى رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا الفندقية إعجابه الشديد بالمعرض من مختلف جوانبه، سواء من حيث تصميمه المبهر وتنظيمه وطريقة تقديم المعروضات المتنوعة التي يضمها، والتي تعكس الوجه الحضاري العريق للمغرب الشقيق أو من حيث المفردات التراثية والحضارية والحرف اليدوية المغربية الشهيرة والموسيقى والفن والأغاني المغربية المميزة والتي لاقت إقبالا كبيرا من جانب الزوار المتعطشين لهذا الفن الجميل والرائع.
أهم وجهات السياحة الترفيهية
وأوضح أن أبوظبي أصبحت إحدى أهم الوجهات العالمية في السياحة الترفيهية والثقافية والرياضية، بعد استضافتها وتنظيمها للعديد من الفعاليات والأنشطة والبطولات الرياضية كالفورميلا ومعارض دولية مثل ايديكس واديبك والمعارض التراثية والسياحية مثل المعرض التراثي المغربي، مشيرا الى ان تلك الأحداث والأنشطة تساهم بصورة حقيقية في تنشيط الحركة السياحية في أبوظبي والإمارات التي تمتلك مقومات سياحية تفوق المستويات العالمية، وهو ما يؤهلها لتكون لاعباً أساسياً في القطاع السياحي عالمياً.
مع الزوار
ويتواصل إقبال الزوار من مختلف الجنسيات على زيارة المعرض والاستمتاع بما يضمه من معروضات تراثية وحرف يدوية وملابس تقليدية وعروض فنية وموسيقية وأزياء تتناول تاريخ المغرب المتألق.
حسن التنظيم
وقال بدر محمد مزكي مغربي وموظف بشرطة أبوظبي وزوجته أم صالح «مواطنة» إنه كمغربي مقيم بالإمارات سعد كثيرا بتنظيم المعرض وحضور الملك لافتتاحه مع كبار المسؤولين بأبوظبي، وإنه حرص على زيارة المعرض لكي يشاهد هذه الاحتفالية المغربية ويدعمها، ولكي تشاهد زوجته تراث بلاده على الرغم من أنها زارت المغرب من قبل إلا ان المعرض يقدم تحت سقف واحد ومكان محدود كافة أوجه الثقافة والتراث والحضارة المغربية، مشيرا الى ان المعرض يؤكد على العلاقة المتميزة بين بلاده ودولة الإمارات وهي علاقات تاريخية تعود الى المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الإمارات، والحسن الثاني ملك المغرب الراحل.
وقالت زوجته أم صالح ان التراث المغربي أعجبها جدا نظرا لتنوعه واختلافه عن حضارات بلدان كثيرة، لأن لها لونا خاصا جدا بها، وإن جميع المعروضات التي يضمها المعرض شدتها وتعرفت عن قرب على العادات والتقاليد المغربية من الحرف والموسيقى المغربية.
سعادة
وقال عثمان ترابي وزوجته شيماء غربي إنهما أتيا لزيارة المعرض بعد ان سمعا عنه في وسائل الإعلام المختلفة لكي يتعرفا على تفاصيل التراث والتاريخ المغربي، معربين عن سعادتهما بأن يرون هذه الحضارة على ارض الإمارات ومشاركة أبناء الشعب المغربي الشقيق فرحتهم بعرض تراثهم وحضارتهم الرائعة لكي يشاهدها المواطنين والمقيمين بالدولة والتعريف بها.
ترويج سياحي
وأوضحت هدى المجدولي صاحبة ومديرة شركة المجدولي تورز للسياحة بالمغرب أنها دائمة زيارة الدولة، وتزامنت هذه المرة مع إقامة معرض التراث المغربي بأبوظبي، والذي أعجبها كثيرا جدا أو كما قالتها باللهجة المغربية بـ«الزاف» وأنها ستعمل خلال الفترة المقبلة على تنظيم رحلات وأفواج سياحية بين البلدين من خلال شركتها لتشجيع السياحة بينهما والتعرف على الجوانب التراثية والحضارة في الدولتين الشقيتين، مؤكدة أهمية المعرض في تقريب شعوب البدين من بعضهم البعض والعرف على عادات وتقاليد وتراث كل دولة.
وجه الحضارة
وقال مريم طنافي مغربية مقيمة بالإمارات إن المعرض رائع من جميع النواحي ومرتب بشكل أنيق، ويعكس وجه الحضارة والتراث المغربي في جميع جنباته وأركانه وأقسامه ومن خلال العارضين الذين يرتدون الأزياء المغربية التقليدية التي تميزهم عن باقي الدول الأخرى، وهذا ما يجعل المعرض مختلفاً بمعروضاته.
بناء الجناح وتزيينه أضاف أبعاداً وألقاً جذاباً
ديكور الزليج «الفسيفساء المغربية» حيث قام بالأعمال التحضيرية 400 شخص بمعدل 16 ساعة عمل للشخص الواحد في اليوم، وتم تركيب مليون قطعة من الزليج في 750 مترا مربعا شاملة الأرض والجدران.
دأب
الأعمال التحضيرية استمرت 3 أسابيع وقام بها 60 شخصا بمعدل 12 ساعة عمل للشخص الواحد في اليوم، وتتكون الديكورات من ثريا مركزية منحوتة مكونة من 76 أسطوانة مختلفة خفيفة الحجم من 1 متر الى 2 متر وأربع ثريات منحوتة مركبة في الزوايا تتكون من 9 أسطوانات لكل منها 20 ثرية منحوتة في الأقواس و28 ثرية اسطوانية خارجية حجمها 3.5 أمتار وحوالي 80 ثرية حجمها 2.5 متر.
فريقان
أما الأعمال التحضيرية لأبواب الخشب المنحوتة فقد استغرقت 25 يوماً وقام بها فريقان خلال النهار والليل بمعدل 90 شخصا لكل فريق، وتضم بابا ضخما ارتفاعه 8 أمتار ووزنه حوالي 1.5 طن. وتبلغ المساحة التي تم تغطيتها بالجص 1300 متر مربع من المساحة الكلية ويبلغ حجم الجص المستخدم 50 طناً.
شفشاون.. المدينة الزرقاء
بلدة شفشاون جنة صغيرة قابعة وسط توأمي جبل الشاون وتحتضن منازلها الصغيرة البيضاء تحت السماء الزرقاء وهي تلة متربعة على حافة البحر الأزرق.
وشفشاون المدينة الزرقاء الساحرة التي لفتت أنظار العالم ببساطتها وجمالها وهي المدينة العذبة التي يطلق عليها البعض غرناطة الصغيرة، لتاريخها العريق والطابع الأندلسي التي تتسم به ملامح المدينة.
وأسس المدينة مولاي بن راشد في القرن الرابع عشر عام 1471 تحديداً، كملاذ للعائلات الأندلسية المسلمة واليهودية أيضاً التي غادرت غرناطة هرباً من بطش الإسبان آنذاك، لذلك تحتضن المدينة عددا هائلا من العائلات الأندلسية الأصل التي عاشت وبقيت في شفشاون ولا تزال المدينة محتفظة بالطابع الأندلسي الواضح في بيوتها حتى الآن، كما أنها لم ترث فن البناء والهندسة المعمارية فقط من الأندلس، بل نقلت منها الفن والموسيقى أيضاً.
الأطباق المغربية نكهة الأصالة
يتيح المغرب لزواره تجربة غنية فريدة لا نجدها سوى على أرض مراكش بلاد جبال اطلس والحضارة والتاريخ والتراث النبض بالحياة إنها الأطباق المغربية، حيث يتمكن الزائر لهذا البلد العربي القابع أقصى الشمال الافريقي تذوق العديد من أطباق المغرب الشهيرة في موطنها الأصلي ابتداء من الكسكس والطاجين إلى الحريرة وأنواع الكفتة والكباب بالإضافة الى تشكيلة الأطباق الجانبية والحلويات المحلية.
وإذا كان الزائر للمغرب من محبي المأكولات البحرية فسيجد أطباقها الرائعة في كافة المدن الساحلية، حيث يتوفر العديد من انواع السمك الذي يطهى حسب الرغبة ويقدم مع تشكيلة واسعة من الأطباق الجانبية. ويشتهر المغرب أيضا بمشروب الشاي بنكهة النعناع الذي يقدم في اكواب زجاجية صغيرة ويكب من ابريق مغربي مصنوع يدويا ومهما كان اختيار الزائر من المأكولات فإنه سيشعر بنكهة الصالة المغربية.