عُرف أهل الإمارات قديما بالصناعات المحلية والتقليدية والتراثية التي كانت تساعدهم على مواجهة مشقات الحياة آنذاك وتوفير أساسيات المعيشة، كصناعة وحياكة السجاد والمفروشات المحلية التي كانت تصنع محليا، وكانت تعرف باسم «السدو».
يعد السدو من الصناعات الحرفية ذات الصلة الوثيقة بالإبل، كون صوفها هو المادة الأساسية التي يصنع منها، واستقطبت معروضات ومشغولات السدو التي طرزت حياة الإماراتيين بألوانها الزاهية في السوق الشعبي، اهتمام الكثير من الزوار.
ولا تزال المرأة الإماراتية تلون حياتها بهذه الصناعة القديمة«السدو» حفاظا على التراث المحلي من الاندثار.
وتقوم بعض الأسر الإماراتية بالاحتفاظ بهذا النوع من السجاد الذي يميز البيت الإماراتي. وكانت تعتمد صناعته قديما على وبر الجمال، أما اليوم فالنساء يستخدمن الصوف ويقمن بصبغه، ويصنع السدو بشكل خيوط عمودية تمد على أوتاد باستخدام آلات خاصة حادة مصنعة من قرن الغزال، ولابد لصانعته من تعلم الطريقة الصحيحة لمد القطن على آلة النول، وهي آلة خشبية بأحجام مختلفة توضع بشكل عمودي، ثم تستخدم آلة أخرى تسمى النير لتثبيت الخيوط، بحيث توزع في الأعلى والأسفل، ثم تأتي عملية تنفيذ الغرز للرسم على السدو، وله أنواع عديدة تجتهد الحرفيات في تنفيذها. وتختلف طريقة صناعة السدو عن صناعة السجاد من حيث الآلات المستخدمة والنقوش والزخارف.
تجارة السجاد بالدولة
أصبحت الإمارات اليوم تلعب دوراً بارزاً كنقطة محورية للاستيراد والتصدير، وهي تحتل المراكز الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وحتى عالمياً كأكبر مستورد ومصدر لهذه السلعة الفاخرة.
ويرجع الفضل لهذه المكانة التي اكتسبتها الدولة من خلال موقعها الاستراتيجي بالقرب من بلدان تعتبر كبرى منتجي السجاد المصنوع يدوياً كإيران وأفغانستان، إضافة إلى علاقاتها المميزة بحكومات هذه البلدان. وهو ما يدفع أهم الشركات العالمية إلى القدوم إلى الواحة لعقد صفقات عديدة.
مجسم مبنى «أم الدوائر» في واحة السجاد والفنون 2016
رجعت واحة السجاد والفنون هذه السنة - وهي إحدى فعاليات مهرجان دبي للتسوّق الرئيسية التي تنظمها جمارك دبي-، بزوّارها في موسمها الواحد والعشرين على طريقتها الخاصة، حيث تستقبلهم في مقرّها الحالي الجديد، مركز دبي التجاري العالمي، من خلال بوابة ضخمة، شيّدتها وفق طراز معماري إماراتي تراثي أصيل تشكل مجسما لأول مقرّ لجمارك دبي، ويعرض المجسم بانوراما ثلاثية الأبعاد تعرض صور الشيوخ الأوائل الذين أداروا شؤون إمارة دبي من خلاله.
وأوضح عبد الرحمن عيسى، رئيس اللجنة المنظمة لواحة السجاد والفنون، عن هذا المجسم قائلا: «في كل عام ننتهز فرصة إطلاق واحة السجاد والفنون لإطلاق معارض أخرى ثقافية، وفي هذه الدورة اخترنا التركيز على تاريخ جمارك دبي، التي مرّ على تأسيسها أكثر من 100 عام، وكانت مركزا لإدارة حكم الإمارة».
تعتبر جمارك دبي من أقدم الدوائر الحكومية، وعرفت سابقاً باسم «الفرضة» أي جمع الضرائب والرسوم على السلع المستوردة، ونظراً لعراقتها فقد أطلق عليها البعض«أم الدوائر»، خاصة وأن العديد من الدوائر الحكومية الراهنة شاركتها المقرّ القديم، إلى أن تطورت تلك الدوائر وأنشأت مباني مستقلة خاصة بها.
وقد عرض مجسم مبنى الجمارك صورا نادرة للمرحوم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وهو يجلس في مقر الجمارك، حيث استخدم، رحمه الله، الدور الأول من المبنى مكتبا رسميا له يدير من خلاله شؤون البلاد، الأمر الذي عكس أهمية الجمارك ومكانتها في دبي التي عرفت واشتهرت بتجارتها منذ القدم، وفي هذه الحقبة من التاريخ شهدت الجمارك بدايات التوجه المؤسسي، وانطلاقة نحو التطور الذي تواصل وامتد لسنوات بعيدة، حيث حظيت بسمعة إيجابية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وصارت محط أنظار التجار والمستثمرين ورجال الأعمال لما تتمتع به من بنية تحتية متطورة وتسهيلات إدارية، وخدمات عصرية، وقد دخلت جمارك دبي مرحلة جديدة من مراحل مسيرتها، عندما أصدر المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، القانون رقم (1) لسنة 2001 بإنشاء مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، أي دمج جمارك دبي مع سلطة الموانئ والمنطقة الحرة في جبل علي في مؤسسة واحدة.