في كتاب »صناعة السفن الخشبية في دولة الإمارات العربية المتحدة« للباحث علي محمد راشد، اعتمد الباحث في كتابه على ما رواه صناع السفن أنفسهم أو أبناؤهم، وعلى بعض الكتب التي تناولت صناعة السفن في الإمارات وفي بعض دول الخليج العربي، حيث يوجد تشابه كبير بينها وبين ما يصنع في الإمارات من سفن، ودور هؤلاء الحرفيين في ترويض البحر من خلال هذه المهنة العريقة.
ويتناول الكتاب صناعة السفن في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتفصيل، بدءاً بعملية جلب الخشب، والمواد المستخدمة في الصناعة، وطريقة بناء السفن، وأنواعها، وأسماء أشهر صناع السفن، وكل ذلك بشرح موثق بصور توضيحية مختلفة. حيث يضم الكتاب 4 أبواب هي: مهنة صناعة السفن، وطريقة بناء السفن، وأنواع السفن، وصناع السفن في دولة الإمارات.
وأكد المؤلف أنه ونظراً لأهمية البحر في حياة أهل الإمارات ازدهرت صناعة السفن أو »القلافة« كما تسمى محلياً، والتي تعد من أقدم المهن في الإمارات، كما وتعد صناعة السفن من المهن الشاقة، إذ إن العمل يمتد من الصباح الباكر حتى مغيب الشمس، وتمارس غالباً تحت أشعة الشمس.
أبرز الملاحين
وتحدث أيضاً في كتابه عن الملاح الشهير أحمد بن ماجد، الذي ولد وعاش في رأس الخيمة، وهو أبرز الملاحين في القرن الخامس عشر الميلادي، وله العديد من المؤلفات البحرية التي ساعدت الملاحين وربابنة السفن في أسفارهم.
كما تناول المؤلف إحصائيات بأعداد السفن في الإمارات قديماً فكتب: أوردت السجلات البريطانية إحصاءات بأعداد السفن وبحارتها في الإمارات خلال الأعوام من 1831 وحتى 1907، وتبرز هذه الإحصائيات مدى ازدهار صناعة السفن في تلك المرحلة، ففي عام 1826 بلغ عدد السفن الخشبية 534 سفينة، فيما وصلت إلى 760 سفينة في عام 1831. أما في عام 1890 فتشير التقديرات إلى أن 1840 زورق غوص وسفينة كانت تبحر من سواحل الإمارات كافة.
وأشار علي محمد راشد في كتابه إلى أن السفن العربية والآسيوية كانت في أوائل القرن الخامس العاشر تفوق السفن الأوروبية كثيراً في التصميم والبناء والأداء.