يؤكد علي أبو الريش في كتابه «تأملات في السعادة والإيجابية..مقاربة فكر محمد بن راشد آل مكتوم بأفكار فلاسفة التنوير»، أن قيادة الإمارات ركزت على الإنسان كأساس للتطور في المجتمع.. وكان لهذا كبير الثمار والنتاج النوعي، إذ يقتدي بها الشعب ويسير على منوالها ويحذو حذوها، كونها تحقق الطموحات وتلبي التطلعات وتجسد الحب الحقيقي في حياة الأشخاص.

وفي هذا الكتاب، يأخذنا المؤلف والكاتب علي أبو الريش، إلى مفاهيم خاصة بالسعادة والإيجابية وبعض الصفات، كالصدق والحب وتساؤلات خاصة بهذه المفاهيم، ليقرأ ويبحث فيها من خلال مقاربات وإبداعات وفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مقارناً نتاج سموه الفكري في الخصوص، بأفكار فلاسفة التنوير ممن كانت لهم نظريات في هذا الجانب.

الوجود في الموقف

ويشير الكاتب إلى أنه عندما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مصطلح «أصحاب الهمم» على شريحة مهمة من شرائح المجتمع، إيماناً من سموه بأن الإنسان في أي موقع وفي أي وضع جسدي يستطيع أن يصنع شيئاً، هنا كان يلتقي بالنظرية الوجودية بأن الوجود في الموقف هو أننا جزء لا يتجزأ من الكون والعالم الحضاري الذي يغلفه، وشعار الفلسفة الإنسانية لدى سارتر هو «إنك تستطيع دائماً أن تصنع شيئاً مما وجدت نفسك عليه، لأنك تتسامى دائماً فوق واقعيتك».

ويشرح أبو الريش: عندما نطرح موضوع السعادة كمعطى وجودي فإننا ننطلق بداية من فكر رجل تعاطى مع الواقع كوحدة وجود، ولا يوجد مستحيل لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد طالما يوجد هناك إنسان طموح وطالما يوجد في قلب الطموح عقل مفكر.

ما الإيجابية؟

يلفت الكتاب في صدد التوضيح حول الإيجابية وكيفية استيعابها وتجسيدها الخلاق في فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إلى أنه إذا كنت إيجابياً فإنك تذهب إلى مخدع السعادة دون منغصات، والعقل هو المرشد لطرق الحياة بإيجابية. وعندما يكون الفرد إيجابياً فإنه يصنع مجتمعاً إيجابياً. إن استدعاء القوة الكامنة هي فلسفة الشيخ محمد بن راشد إيماناً منه أن كل فرد في المجتمع له قدراته الخاصة ودور القائد في المجتمع استدراج هذه الملكات واستحضارها في الواقع لتصبح هي المهيمنة بدلاً من القوى السطحية البائدة والخمولة والمرتجفة، وهناك آمن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن للطبيعة أيادي مساعدة لكنها ليست جوهر العملية التنموية.

ما السعادة؟

ويبين أبو الريش في كتابه، أنه وعلى حسب رأي فرويد عن منشأ السعادة والتعاسة، فإن هناك تدافعاً ومضادة بين الوجدان والعقل الباطن، فالوجدان هو ما نجد والعقل هو الباقي في روحنا من آثار الغاب والوحشية، وكلما سيطر الوجدان شعر الإنسان بالسعادة والارتياح، وإذا سيطر العقل الباطن شعر الإنسان بالتعاسة والموافق للحضارة سعادة والمخالف لها تعاسة.

ويتساءل الكاتب: إذاً متى يكون الإنسان سعيداً؟

الحكيم الهندي أوشو أشار إلى «توسع الوعي» بمعنى أن تكون كاملاً لتكون حراً، وكي يتحرر الإنسان من ضعفه يجب أن يكون واعياً لما يجري بداخله، فالإنسان يمتلك الذاكرة التي تخزن الأحداث السعيدة والأحداث المؤلمة. وكلما انغمس في الجهل تراكمت عليه الخرافة والخوف من المجهول وهذا يؤدي إلى التعاسة.

الصدق

لا يمكن للإنسان أن يكون سعيداً وهو كاذب، فالإنسان الكاذب ليس هو، فهو يلبس القناع لخداع غيره، وينتحل شخصية بعيدة عن الإنسان الفطري وبعيدة عن الجوهر، والضمير.

هذه الحالة تؤدي إلى الخوف والانعزال والهروب من الواقع، والإحساس بالذنب والرغبة في إثبات الذات وبالتالي إلى فقدان السعادة.

ما الحب؟

غياب الحب يجعل السعادة مستحيلة، خصوصاً من هو مشغول بذاته، والكثير يعتقد أن الحب اختفى من الجميع، وربما يكون هناك حب من طرف واحد.

والإنسان الحقيقي هو الوردة المعطاءة التي تعطي دون شروط ودون انتظار مقابل.



حِكم وعناوين

يشتمل الكتاب على باقة من العناوين والحكم الثرية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حول مفاهيم السعادة والإيجابية والنجاح، ومن بينها:

-..إذا كانت نظرتك إيجابية رأيت في التحديات فرصاً وفي المستقبل نجاحاً، وفي الناس طاقات ومواهب.

- التحديات هي فرصتنا للتفكير بطريقة مختلفة.

- في كل أزمة، فرصة، ومع كل محنة منحة.

- الحظ لا يصنع الرجال بل الرجال هم الذين يصنعون الحظ.

- هل يمكن أن تتخيل غابة لا تنمو أشجارها؟

- نحن لا نريد مطاراً لدبي نحن نريد أن تكون دبي مطاراً للعالم.

- الإيجابيون العظماء.

- رحلة التسامح.

- إيجابيون منذ البداية.

- الإيجابية في بناء فريق العمل.

- كن إيجابياً وابتسم.