رفعت شركة «إيرباص» للمسافرين مستقبلا، النقاب عن مخططها لإنتاج أول طائرة «شفافة» تتيح لهم رؤية العالم من حولهم بدون الحاجة الى نوافذ، لكنها حتما لن تكون وسيلة السفر المفضلة لمن يشكون الخوف من الطيران أو الارتفاعات. ولا تقتصر الطائرة، التي كُشف تصميمها في لندن، ويتوقع بدء طيرانها حوالي العام 2050، على كونها شفافة، وإنما تعج بكل ما يخطر على البال من وسائل الطيران المستقبلية. فجدرانها «الذكية» عبارة عن شاشة كمبيوترية هائلة تتيح التحكم بدرجة الحرارة أو التحول الى جدارات شفافة كالزجاج أو التمتع بألعاب الفيديو على سبيل المثال.
كما أن هذه الجدران ستتخذ ألوانها تبعا لنوع الضوء المتوفر بالخارج. وسيكون بوسع المسافر أيضا التمتع بألعاب الفيديو عليها إما كشاشة أو في شكل «هولوغرامات» مجسّمة. وتتيح له هذه الأخيرة أيضا «الوجود» في عوالم مصطنعة من نوع المكان الذي يريد أن يكون فيه، كشاطئ البحر أو ميدان الغولف أو جادة الشانزليزيه على سبيل المثال. ويأتي كل هذا بفضل تحويل الحرارة المنبعثة من أجساد المسافرين الى طاقة كهربائية تشغّل مختلف أشكال الترفيه والاتصالات، كما سيكون بوسع المسافر أن يقرأ قصص النوم لأطفاله وهم في منزلهم بدون استخدام الهاتف.
وستُلغى درجات رجال الأعمال والأولى والاقتصادية وتستبدل بدلا عنها منطقتان، إحداهما للعمل في الخلف والثانية ـ الرئيسية ـ للراحة في الأمام. وفي هذه الأخيرة يجد المسافر الأرائك والأسرّة والإضاءة الخافتة المسماة «المزاجية» والجو المنقى من الشوائب. والمعالجة بالإبر الصينية والروائح العطرية العلاجية وغيره من وسائل «تدليل» الجسد.
وهذا إضافة الى كافتيريا يتمتع فيها المسافرون بأطايب الأكل والشرب وهم يشاهدون العالم من حولهم كما يفعل الطائر في تحليقه، ولمن يخشى هذه الحقيقة أو الهبوط والإقلاع على وجه التحديد فهو يستطيع وضع عصابة على عينيه فلا يرى شيئا إذا أراد. ورغم أن «إيرباص» لا تكشف عن نوع التكنولوجيا التي ستتيح لها أن تكون هذه الطائرة «شفّافة»، فقد قالت إنها ستوظف أحدث ما توصل اليه العلم في مجال تكنولوجيا الأعضاء الآليّة، لتجعل منها أقرب شيء الى الطريقة التي تعمل بها عظام الطيور وهي تحلق في السماء. ويذكر أن الشركة رفعت النقاب العام الماضي عن اتجاهها لتصميم طائرات جديدة تعج بمختلف صنوف التكنولوجيا، من أجل خفض استهلاك الوقود والانبعاثات الضارة بالبيئة والضوضاء. لكن الطائرة الشفافة ستكون قفزة هائلة الى الأمام في دنيا السفر بلا شك.