صدفة إلكترونية جمعت بين مبدعيْن أخذهما الشغف بالتصوير إلى تقديم لوحات فنية مشتركة، لعبت فيها الأبواب التراثية دور البطولة، وتألقت فيها الشخصيات بكامل أناقتها على وقع اللوحة، فكان النتاج أعمالاً فنية من طراز فريد.

«البيان» تواصلت مع المصور الإماراتي عبد الله الواحدي، الذي يعمل مهندس كهرباء، إلا أن رغبته في أن يكون عالم آثار أخذته نحو عوالم تصوير الأماكن والملامح التراثية، لينطلق في هذا المجال حاملاً «الآيفون»، وتاركاً العنان لذائقته الفنية الجميلة في تقديم باقات من أجمل الصور للمواقع التاريخية والقلاع والحصون والمساجد القديمة في رأس الخيمة، حتى وجد نفسه يلاحق الأبواب التراثية، لما تمتاز به من جمال، وما يكتنفها من غموض، وعن ذلك قال: وجدَتْ الأبواب التي أصورها تفاعلاً لافتاً على مواقع التواصل، حتى أصبحتْ علامتي المميزة، وبالصدفة، تعرفتُ من خلال «انستغرام» على المصورة المبدعة ليندا هوليير وهي من جنوب أفريقيا وتعيش في الإمارات، ووجدتُ تناغماً كبيراً بين أعمالي وأعمالها، التي انتجت فكرة تقديم معرض فني مشترك يجمع أعمالنا.

 

رابط فني

وذكر عبدالله الواحدي أن التحدي الأكبر كان يكمن في إيجاد رابط يجمع بين أعمال كل منهما، حتى فوجئا بعد الاطلاع على أعمال بعضهما البعض أن هناك رابطاً مشتركاً يتمثل في الألوان وفي طبيعة اللوحات، يربط بين كل لوحة من لوحات الواحدي، بلوحة أخرى من مجموعة ليندا، وهو ما كان بداية التعاون الرائع بينهما.

وأشار الواحدي إلى أن كلاً منهما يستخدم «الآيفون» في التصوير، وقال: أقوم بطباعة صوري على لوحات من الكانفس، بينما تقوم ليندا بطباعتها على الخشب، لتظهر اللوحات وكأنها مرسومة باليد، ما يثير تساؤلات الزوار عن التقنية التي نتبعها في تقديم لوحاتنا.

رموز ودلالات

وعن اختياره للأبواب التراثية قال : تمتاز الأبواب بجمالية خاصة لا تتوفر في غيرها، إذ تعكس الكثير من الرموز الجميلة، وتخفي وراءها أسراراً كثيرة، كما أنها تحمل دلالات واسعة، إذ كانت أمهاتنا وجداتنا في الماضي يجتمعن أمامها على رائحة القهوة، إضافةً إلى أن الزخارف والنقوشات التي تزينها تبعث مشاعر مختلفة في النفس.

وقدم الواحدي مع ليندا معرضاً مشتركاً قبل أيام في دبي مول، وعن جمالية اللوحات التي يقدمانها قال: أجمل ما يميز لوحاتنا أن لا مجال للتخطيط فيها،فهي تكمل بعضها بشكل تلقائي.