خلصت دراسة حديثة إلى أن الرجال أكثر قدرة على الاستكشاف من النساء، لكن هذه القدرة الفطرية التي كشفت عنها الدراسة لم تدع مجالا أمام الرجال بالزهو بهذه الميزة.
وكشفت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة لندن كوليدج، عن أن تميز الرجال عن النساء على مستوى القدرات الاستكشافية يرجع إلى عوامل ذات صلة بالتمييز وعدم المساواة في الفرص المتاحة للرجال والنساء.
واستند البحث إلى تجربة عبارة عن لعبة فيديو باسم "سي هيرو كويست" التي يمارسها عبر الإنترنت أكثر من أربعة ملايين شخص.
وتسير اللعبة في شكل مغامرة بحرية يقوم بها بحار نسي جميع ذكرياته، ومن خلال لمس شاشة الهاتف الذكي يمكن للاعب رسم مخطط الرحلة ومساراتها حول جزيرة صحراوية ومحيطات متجمدة.
وتسجل اللعبة مدى إدراك اللاعبين للاتجاهات وقدراتهم الاستكشافية، وذلك من دون إعلان اسمهم. ومن خلال نتائج اللعبة، توصل الباحثون الذين حللوا تلك النتائج إلى أن الرجال لديهم مهارات استكشافية أكثر من النساء، وهو ما يثير تساؤلات عن الأسباب وراء تميز الرجال في هذه القدرات.
ويرى هوجوح سبيرز، الأكاديمي المشارك في إعداد هذه الدراسة، أنه ربما توصل إلى الإجابة عن هذه التساؤلات أثناءالاطلاع على البيانات الصادرة عن المنتدى الاقتصادي الدولي بخصوص الفجوة بين الرجال والنساء على مستوى التعليم، والصحة، والوظائف، والحقوق السياسية.
وقال سبيرز لـ "بي بي سي": "لا نعتقد أن الآثار التي أدت إلى ذلك ترجع إلى عوامل فطرية".
وأضاف أن "الدول التي ترتفع فيها درجة المساواة بين الرجل والمرأة، يتقلص الفارق بين الرجال والنساء في نتيجة اختبار الاستكشاف".
في المقابل، قال سبيرز إن "الدول التي ينتشر التمييز بين الرجل والمرأة تتسع الفجوة في نتيجة الاختبار، ما يرجح أن الثقافة السائدة بين الناس لها دور كبير في تحديد مستوى قدراتهم المعرفية".
ورجحت البيانات أيضا أن الرجال يتمتعون بقدرة أكبر على تمييز الاتجاهات مقارنة بالنساء، وأن الدول الاسكندنافية تتفوق على باقي العالم في هذا النوع من القدرات.
وتوصل الباحثون إلى عدد من النتائج من خلال تحليل نتائج لعبة الفيديو "سي هيرو كويست" تضمنت أن:
- الدنمارك وفنلندا، والنرويج تتمتع بأفضل مهارات استكشاف، وهو ما يرجح أن يكون بسبب عوامل وراثية ذات صلة بأصولهم من الفايكنغ.
- الدول الساحلية يتوافر بها أشخاص أفضل من حيث المهارات الملاحية.
- جينات الفاينكغ تسهم في تحسين مهارات الملاحة.
وأدت الشعبية الكبيرة لهذه اللعبة إلى تحولها إلى واحدة من أكبر التجارب البحثية لدراسة الأمراض العقلية، وذلك لأن فقدان القدرة على تحديد للاتجاه من العلامات المبكرة التي تدل على الإصابة بالمرض.
وتستهدف الدراسة خطوة ثانية تتضمن التعرف إلى ما إذا كان التراجع المفاجيء القدرات الاستكشافية يمكن استخدامه كاختبار للأمراض العقلية.
وقال تيم باري، مدير مركز أبحاث ألزهايمر البريطانية، إن "البيانات الناتجة عن ممارسة لعبة سي هيرو كويست وفرت أساسا مرجعيا غير مسبوق يمكن الاستناد إليه للتعرف إلى مدى تباين القدرات الاستكشافية وتغيرها في المراحل العمرية المختلف، والموقع الجغرافي، وغير ذلك من العوامل."
وأضاف أن هذه "هي البداية فقط لما قد نعرفه عن الملاحة من خلال هذا التحليل القوي".
ومول هذا المشروع البحثي شركة دويتش تيلكوم بينما صممت اللعبة شركة غلتشرز.