يلتقط عبدالله بن ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

 

يمثل الخنجر هوية إماراتية ووطنية حرص الآباء والأجداد على اقتنائها والتمسك بمفرداتها لتكون رمزاً للرجولة والشجاعة، وأداة تستخدم في مهمات متعددة، إذ حرص الآباء منذ القدم على اصطحاب ذلك السلاح التراثي الأصيل، حتى غدا حينها من لوازم وضرورات الاجتماعات والزيارات.

وعلى الرغم من غياب الخنجر عن مفردات الحياة اليومية، فإنه يبقى رمزاً له نكهته الخاصة والمعبرة عن حياة الآباء والأجداد، وهو ثيمة من ثيمات تلك الأيام الخالية التي تعكس طيبة أهلها وشجاعتهم. ويحمل بين طياته الكثير من المعاني الراقية المميزة لحامله والمتمسكين بأصوله التراثية الأصيلة.

أنواع

تتعدد أنواع الخناجر التي كان الآباء يقتنونها، ومثلت مظهراً خاصاً من مظاهر الزي الإماراتي الأنيق. وعلى الرغم من أن الخناجر كانت من معالم التراث في المنطقة بشكل عام، فإن الخنجر الإماراتي تميز بميزات جعلت منه هوية وطنية عند الآباء والأجداد، فقد تفنن في صناعة الخناجر مهنيون وحرفيون من أهل الخبرة والدراية بمكنونات ما تحمله من معانٍ، صاغوها بأجمل الأشكال والأنماط، إذ صنعوها من حديد الجوهر، وكانت تتميز بمقبضها المصنوع من أفخر المواد، والمزين بالفضة والموشح بماء الذهب وبالغمد الأنيق الممزوج بروح البحار، الذي يفوح منه عبق الشواطئ وتظهر عليه كنوز المنطقة، خاصة لأهل اليسر من التجار الذين عرفوا بالتبادل التجاري من خلال موانئ البلاد المنتشرة في أكثر مدنها.