يلتقط عبدالله بن ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة نحو المستقبل.

 

يرصد عبدالله بن ربيع اليوم تاريخ «الكاجوجة»، وهي الماكينة التي تستخدم في نسيج «التلي» و«البادلة» اللتين تزين بهما النساء أثوابهن، وهي مصنوعة من مادة مشابهة للألمنيوم، ومكونة من جزءين، سفلي يكوّن القاعدة وعلوي يتمثل في وسادة بيضاوية الشكل مصنوعة من القطن، توضع على القاعدة، قديماً كانت تحشى بنبات «الارى» وهو نبات صحراوي يشبه القطن استخدمه العرب قديماً لحشو الوسائد. تثبت خيوط الخوص على الوسادة وتنسج عليها المرأة «البوادل»، وهي قطع تزين السراويل النسائية بأحجامها المختلفة و«التلي» الذي يوضع على الصدر والأكمام في جلابيات النسوة.

و«التلي» نسيج تدخل خيوط البريسم في تركيبته فتحدّد اللون الغالب عليه بمختلف أنواعه حسب العرض وعدد الفتلات أو الخوصات. أحد أنواع «التلي» يسمى «بو فتلة» أو «بوخوصة»، الأكثر انتشاراً في المنطقة ويتكون من فتلة واحدة أو خوص واحد.

هناك أنواع أخرى مثل «بوفتلتين» و3 «فتلات» و25 «فتلة» و30 «فتلة»، حيث يكون (البيت) الذي يقع في وسط «البادلة» أعرض. ويثبت «التلي» على الكندورة النسائية وفق أشكال هندسية معروفة باسم «الكندورة العربية»، أو يثبت على الأثواب «المشهر» أو «الميزع» وهو ما تلبسه الفتاة ضحى العرس أو صباحية العرس أو يوم «التحميدة».

و«التلي بو فتلة» عبارة عن 6 بكرات صغيرة من خيوط البريسم والسابعة من الخوص. ولم يكن هناك ألوان متعددة غير الأبيض والأسود والأحمر. أما الخوص فقد كانت خيوط الفضة تحل محله بعد وزنها بـ«التولة» على شكل وشايع. وتصنع البادلة من الخوص بعد تحديد اللون المناسب الذي تختاره المرأة ليناسب ألوان القماش الذي ستخيط عليه البادلة.