اختفت لوحة «الطاولة الجريحة» أعظم أعمال الفنانة التشكيلية المكسيكية فريدا كاهلو في العام 1955 لتبقى أخبارها وأصالتها محط لغز لا يبدو أنه سيحلّ قريباً. فكل من يتابع أعمال الفنانة الرمز، يعرف تلك التحفة التي مضى نصف قرن على اختفائها، على الرغم من ظهور أخبار بين الحين والآخر عن العثور عليها.

أخيراً، برز تاجر قطع فنية وتحف يدعى كريستيان لوبيز ماركيز، وأعلن أن اللوحة التي تبلغ قيمتها 45 مليون دولار، بحوزته، وأنه سيقوم ببيعها لمجهول، وأنها في مكان آمن في لندن. إلا أن مقارنة بين الصور التي عرضها لوبيز كشفت فوارق حقيقية مع العمل الأصلي.

ويقال إن لوحة «الطاولة الجريحة» ظهرت للمرة الأولى في ولاية ميتشواكان المكسيكية عام 2010، ثم في موراليس عام 2019، إلا أن عدداً ضئيلاً من الناس تمكّن من رؤيتها. وكانت فريدا قد أنجزت تحفتها تلك عام 1949 ومنذ 70 عاماً، اختفت لسبب غير واضح. ويذكر أنها ليست التحفة الفنية الوحيدة التي سرقت، حيث اختفى عدد من أعمال فريدا على امتداد السنين.

وعلى غرار لوحة «العشاء الأخير» لليوناردو دا فينشي صوّرت كاهلو في هذه اللوحة رعب الموت وأرفقته بالاستعارة الرمزية التي يعلقها المكسيكيون على هذه الحقيقة الحياتية. ويعتقد أن اللوحة التي تجسّد استعداد كاهلو للموت محاطة بشياطين مخاوفها هي العمل السريالي الأول المكتمل لها.