تعود دمى محرك العرائس الأميركي جيم هانسون، وفي مقدمتها الضفدع "كرميت" والآنسة "بيغي"، لتطل على محبيها بحلة جديدة ، بعد غياب دام طويلاً ، عبر فيلم "ذا مابيتس"، من إنتاج شركة "ديزني"، والذي سينطلق في دور العرض على امتداد العالم من 23 نوفمبر الجاري، ليستمتع بمشاهدته الصغار والكبار على حد سواء.

صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية ألقت الضوء على تلك الدمى، مبرزة أهم المراحل التي مرت بها، حيث هيمنت تلك العرائس المحشوة باللباد على شاشات التلفاز في سبعينات القرن الماضي وأطلت عبر هوليوود إطلالة سريعة. ولكنها سرعان ما توارت عن الأنظار، لعدم تمكنها من إيجاد مكان لها بين الرسوم المتحركة، التي كانت أسرع (حكاية لعبة) وأكثر غموضاً (المتحولون) وأكثر جرأة (سبونج بوب سكويربانتس).

وحين قامت شركة "ديزني" بشراء الدمى من ورثة هانسون في عام 2004 مقابل 68 مليون دولار، فإن الكفاح الطويل من أجل إعادة الضفدع كرميت وجماعته تطلب التحقق مما إذا كانت تلك الشخصيات لا تزال تحتفظ برابطها الثقافي.

وكانت النتيجة ظهور الدمى في مجموعة من مقاطع الفيديو، التي قلدت بشكل ساخر عدداً من أفلام البالغين، ومنها "الفتاة ذات وشم التنين" و"صداع الكحول الجزء الثاني" وفيديو كليب أغنية "الملحمة البوهيمية" لفريق "كوين"، ودخولها إلى حلبات المصارعة الحرة في برنامج "ليلة الإثنين من رو"، فضلاً عن إصدار ألبوم يضم أغاني "مابيت" كلاسيكية بأداء فرق شهيرة كفرقتي "ماي مونينغ جاكيت" و"أندرو بيرد".

اقتصاد متعثر

ويأتي تجديد هذا العمل في وقت تتضاءل الفجوة التقليدية التي تفصل بين برامج الكبار وبرامج الصغار، وذلك بفضل الاقتصاد المتعثر، الذي يتيح للفتية التمسك بمرحلة المراهقة لوقت أطول بالمقارنة مع آبائهم، وبفضل انتشار التكنولوجيا المنزلية، مثل أجهزة ألعاب الفيديو والهواتف النقالة المتطورة، التي لا توفر ترفيهاً على مدار الساعة فحسب، وإنما تفرض على مستخدميها، حتى الصغار منهم، أن يكونوا مبرمجين ومستهلكين في الوقت ذاته.

وقد أشار تود ليبرمان، الذي ساهم في إنتاج فيلم "ذا مابيتس"، إلى أن الهدف من الفيلم هو الوصول إلى جمهور عام، حيث قال: "نحن لا نعمل على برنامج مخصص للأطفال"، وذلك لأن الشخصيات غنية جداً، وتستطيع العمل على مختلف المستويات.

وأضاف: "حين كنت طفلاً، كنت أقدر تلك الدمى بصفتي طفلاً، وبما أنني الآن أصبحت أكبر سناً، فإنني أقدرها بطريقة مختلفة تماماً، وهناك، كما آمل، أشخاص كثر مثلي."

ساحر أوز

ومنذ حصولها على دمى هانسون، عمدت "ديزني" إلى تقديم نسخة جديدة عن فيلم "ساحر أوز"، إلا أنها باءت بالفشل، لأنها كانت مصممة للأطفال حصراً. أما فيلم "ذا مابيتس" فقد صاحب إنجازه قدرا أكبر من الزخم بفضل فريق عمله، الذي ضم الكاتبين نك ستولر وجيسون سيغل، وهما الثنائي وراء الفيلمين الكوميديين "نسيان سارة مارشال" و"أحضره إلى اليوناني"، والمخرج جيمس بوبين، والذي اشتهر بمساهمته في تأليف وإخراج مسلسل "استعراض علي جي".

وعلى الرغم من أن الفيلم لا يزال يصنف على أنه فيلم عائلي، فإن ما يتمتع به من حس الدعابة، المصمم ليلائم الأذواق العصرية، هو ثمرة مباشرة لجهود طاقمه الجديد.

نجاح متوقع

قال ديفيد هوبرمان، أحد المساهمين في إنتاج فيلم "ذا مابيتس"، إن الوصول إلى أوسع شريحة ممكنة من الجمهور يعني إمكانية تكرار النجاح الذي أحرزه فيلم "السنافر"، وهو العمل الذي يعود إلى عدة عقود مضت، والذي حقق لشركة "سوني" أرباحاً بقيمة 135 مليون دولار، بعد أن تم تحديثه وعرضه أخيراً.