في خضم انشغال موجة الإذاعات الموسيقية، برهان الإيقاعات السريعة والتسويق الإعلاني، يتوسد البرنامج الإذاعي " كرنفال "، على مدار ساعتين، عبر أثير إذاعة دبي أف أم، وبصوت المقدم الإماراتي إبراهيم أستادي، احتفالاً بالحياة في دبي، مستهدفاً أبرز أنشطتها الثقافية والترفيهية، بتردد شعاره " ترد الروح "، والإثراء النوعي للمستمعين، من خلال استضافة ضيوف في العديد من المجالات.

وفي حواره مع "البيان" أوضح أستادي أن البرنامج صياغة لخطوط تحاكي اهتمامات المستمعين ، بعيداً عن ترانيم الأغنية الحزينة، في وصلاته الموسيقية ، معتمداً على استقطاب المواهب الإماراتية الشابة، وتحقيق تفاعل ينقل المستمعين إلى أجواء يستمتعون فيها بالمعلومة والترفيه، مشيراً إلى أن تطبيق الإذاعة على أجهزة الهاتف الذكي، وسّعت دائرة مستمعيه بشكل واضح، إلى خارج نطاق السيارة.

نكهة ترفيهية

الروح المتنوعة لبرنامج إذاعي أسباني، أوحي لأستادي، بفكرة البرنامج. والذي اقترحه ضمن الدورة البرامجية الجديدة لإذاعة دبي أف أم، وقال حول ذلك: " كنت أتابع برنامج إذاعي أسباني تقدمه ممثلة معروفة، لم أكن أفهم منه شيئاً.

ولكنني كنت أؤمن بروح البرنامج، التي قادتني لمتابعته دونما أشعر، ومن يومها وأنا في عصف ذهني لإعداد خطة تحمل نفس الروح، ولكن بمخزون وجعبة، يحملان ملمحاً كبيراً من دبي واهتمامات ناسها". ولفت إلى أنه تم اعتماد البرنامج في الدورة البرامجية الجديدة للإذاعة، نهاية فبراير الفائت.

موضحا أنه لا يعتمد في مضمونه على الأغاني، وإنما ما يمثل المعرفة والترفيه، مستهدفاً ساعتين من نهاية إجازة الأسبوع للمستمعين، لتقديم نكهة سريعة لمختلف الأحداث والأنشطة، عبر استضافة من 6 إلى 5 ضيوف، إضافة إلى تقرير إذاعي، يتجنب فيه الحوارات الكلاسيكية المطولة، ضمن مفهوم الإذاعة محطة سفر لمسافة قصيرة، بفائدة استمتاع كبيرة.

كرنفال في تويتر

" كرنفال " صوت مجتمعي، يبحث عن نبض الشارع بشكل متجدد، عبر أجندة، ملأى بمجموعة منوعة من الموضوعات ومنها: السياحة والطب والرياضة والفن والموسيقى وغيرها. ويشترط فيها الفواصل الغنائية الفرائحيه.

حيث يخصص ما بين 10 إلى 15 دقيقة، للضيف الواحد. وأوضح أستادي أن البحث عن الضيوف يعد من الصعوبات، في طبيعة التواصل، مشيرا إلى أن المنتجة الإذاعية في " دبي أف أم " شيخة الفلاسي، مسؤولة عن التنسيق والإشراف على هذا الجانب.

ولفت إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي، مقياس نوعي لمدى تفاعل الناس مع " كرنفال "، وبين في ذلك: " أول ما بدأت البرنامج، كانت لا تأتيني تغريده واحدة، أو مسج للتواصل، واليوم أرى عدد المشاركات المتزايد، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ما يمكن اعتباره إشارة نجاح نوعية".

وأكد أستادي أن "تويتر" أتاح فرصة للتفاعل، حيث يقترح على المستمعين إرسال ما يفعلونه الآن من نشاطات خارجية، وأن يلتقطوا صوراً لها ويبعثوها لحساب الإذاعة عبر تويتر، للتحدث عنها في البرنامج.

الإذاعة والهاتف الذكي

" لنكن واقعيين، أكثر الناس يستمعون إلى البرنامج وهم جالسون في السيارة، وبالنظر لحياة دبي المليئة بالمشاغل، فإن اختيار نهاية الأسبوع موعداً للبرنامج كان مغامرة"، هنا يؤكد أستادي بأن التحدي في نسب المتابعة لـ " كرنفال " اعتمد في نجاحه على تطبيق الإذاعة عبر أجهزة الهواتف الذكية المحمولة.

والسبب أن التطبيق يتيح للناس الاستماع إلى البرنامج، أثناء تجوالهم في الأماكن الترفيهية الداخلية كالمولات التجارية، معتبراً أنه سلاح ذو حدين، والإدارة الإعلامية الجيدة، هي الوحيدة التي تستطيع استثمار هذه المساحة، ما يساهم في تسويق برامجها للمستخدمين.

ولفت أستادي إلى أنه يروج لـ " كرنفال" بوسيلتين هما: الإعلان الإذاعي وشبكات التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن الإعداد الجيد للمادة الإذاعية، والتميز هما من سيفرض إمكانية استمرار البرنامج، وقال: " أنا أتفاعل مع كل شرائح المجتمع، بأمور إيجابية دائماً، فالمتابع للبرنامج منذ انطلاقته، سيلحظ التجنب الكلي عن أسلوب الوعظ والتوجيه التقليدي. والسعي لنموذج مجتمعية، لضيوف مختارين ، بإمكانهم تقديم رسالة غير مباشرة".

المذيع المثقف

 

أريد التأكيد على نقطة مهمة، تحرص إذاعة دبي أف أم، على مقابلة كل إماراتي يتقدم في الإذاعة، وأزمتنا الحقيقية في المذيع المثقف"، بين في هذا الصدد المقدم الإذاعي إبراهيم أستادي أن نجاح " كرنفال " اعتمد بشكل أساسي على الاطلاع والثقافة.

وهما عنصران مهمان للنجاح في التقديم الإذاعي، والحاصل في الوقت الحالي، أن المتقدمين للإذاعة يسعون للشهرة، مبتعدين عن الهاجس الحقيقي للعمل في هذا المجال، وهو حب صياغة حالة ثقافية ومعرفية وترفيهية، بنفس الوقت، تقود المستمعين بأن يستمروا في متابعتهم للقناة الإذاعة، لأنه يمثلهم بشكل أو بآخر.