تحتفظ المخرجة نجوم الغانم بحضور جيد على الساحة السينمائية الإماراتية، والأدبية أيضاً، ولعل المتابع لسلسلة أفلامها، يستشف مدى ولعها بالنوع الوثائقي، الذي قدمت فيه أفلاماً رصدت خلالها مجموعة قصص حول شخصيات تركت بصمتها على الساحة، فبعد فيلمها الوثائقي الأول «المريد» (2008) الذي تناول بورتريه حياة وكرامات رجل صوفي مشهور في الدولة هو الشيخ عبد الرحيم المريد، أطلت في عام 2010 بفيلم «حمامة» الذي تقدم فيه بورتريه لامرأة تملك هي الأخرى مهارات خاصة لا يشاركها فيها أحد وتمكنها من ممارسة الطب العربي الشعبي، ومن بعده جاءت بفيلم «أحمر أزرق أصفر» (2013) لتنقل لنا عالم الفنانة التشكيلية نجاة مكي، لتطل علينا أخيراً بفيلم «سماء قريبة» لتحكي لنا قصة شخصية جديدة هي فاطمة بنت علي الهاملي، التي تعد أول مواطنة تمثل نفسها بنفسها في مسابقات الإبل، ومزاداتها، ومزاينتها.
رصد
عدسة نجوم لا تزال تدور بين صحارى الدولة، لرصد حياة فاطمة، وبحسب ما قالته نجوم لـ «البيان»، فقد شارفت على الانتهاء من تصوير فيلمها، ولم يتبق منه سوى 20% فقط، وأشارت إلى أنها واجهت تحديات عدة خلال تصويرها في الصحراء، وقالت: «إن إطلاق الفيلم سيكون خلال دورة مهرجان دبي السينمائي الدولي المقبلة»، مؤكدة أنها تعكف حالياً على كتابة سيناريو جديد لفيلم روائي طويل.
توثيق
بين أبوظبي والعين والظفرة وسويحان وليوا، لا تزال كاميرا المخرجة نجوم الغانم تتنقل لتصوير ما تبقى من مشاهد فيلمها «سماء قريبة» الذي قالت عنه: «يُعدّ هذا الفيلم فرصة فريدة، ليس فقط في ما يخصّ توثيقه للحياة والبيئة الصحراوية، وإنما أيضاً لتوثيقه حياة ومشوار امرأة أصبح مشهود لها بالتميّز والفرادة، كونها أول مواطنة تتواجد، بشكل ميداني، في مزادات ومسابقات مزاينة الإبل، وهي فاطمة بنت علي الهاملي، المرأة البدوية التي حظيت بصيت محلي وإقليمي، في فترة قياسية». وأضافت: «هناك الكثير من المواطنات يشاركن في مسابقات ومزاينة الإبل، ولكنهن لم يعتدن الظهور فيها كما فعلت فاطمة، وهو السبب الذي جعلني أعتبر ذلك علامة فارقة في قصتها، وسبباً جوهرياً لي لاعتبارها شخصية الفيلم».
تطلع
وأوضحت: «منذ زمن طويل، كنتُ أتطلع إلى إنجاز فيلم في الصحراء، وقد حملت شخصية فاطمة ما كنت أبحث عنه بهذه البيئة التي ارتبطت مباشرة بشخصية فاطمة، التي تواجدنا معها في مهرجانات الظفرة وسويحان و«عزبتها» الخاصة، وغيرها من الأماكن التي ارتبطت بها». وقالت: «حتى على الصعيد الشخصي، فقد وجدت في فاطمة شخصية ملهمة ومثيرة للاهتمام، ولديها شخصية طريفة وكريمة ومنفتحة جداً، وهذا الأمر ساعدنا كثيراً على إبرازها من الناحية الإنسانية أيضاً».
بقية
20% فقط هو ما تبقى لنجوم الغانم للانتهاء من تصوير كامل مشاهد «سماء قريبة»، فيما قضت البقية بالتنقل بين صحارى الدولة، لتصف نجوم أنها واجهت تحديات جمة خلال عملها في الصحراء، حيث قالت: «العمل السينمائي صعب في كل مكان، ولكن درجة صعوبته ترتفع عندما تكون في منطقة نائية غير مجهزة بالكهرباء وبالبنية التحتية التي تحتاج إليها لتصوير فيلم سينمائي»، ورغم قساوة الصحراء، فإن نجوم استفادت كثيراً من طبيعة الصحراء وما فيها من مناظر ساحرة وخلابة، يمكنها أن تدعم الفيلم، وقالت: «أعتقد أن هذه المناظر يمكنها أن تعوضنا عن الإرهاق والتعب الذي لقيناه في الصحراء».
دعم
نجوم أكدت أن فيلم «سماء قريبة»، الذي حصل على دعم صندوق «إنجاز» من مهرجان دبي السينمائي الدولي، بدا قريباً من مرحلة المونتاج والمكساج وتصحيح الألوان والموسيقى التصويرية وغيرها، وأشارت إلى أن إطلاق الفيلم سيكون خلال مهرجان دبي السينمائي الدولي المقبل، وأوضحت بعد أن يأخذ الفيلم دورته الكاملة في المهرجانات السينمائية، سنبحث طبيعة الفرص التي تتاح أمامه.
سيناريو جديد
تعكف نجوم الغانم حالياً على إعداد سيناريو لفيلم روائي طويل، وقالت إنه حصل على منحة «إنجاز»، وتوقعت أن تبدأ العمل عليه مع نهاية العام الجاري، في حين أشارت نجوم إلى مشاركة فيلمها الوثائقي «أحمر أزرق أصفر» في المسابقة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ36 التي ستنطلق في نوفمبر المقبل.