انخفاض الأجور، والقدرة على تكرار تحمل الأعمال ميّز الروبوتات، ليكون نداً للبشر في بحثهم عن الوظائف، وذلك بعد بزوغ اتجاه عالمي نحو حلول النظم الآلية محل اليد البشرية العاملة.

ويمهد التقدم في مجالي الروبوتات والحوسبة لتلاشي ما يقدر بنحو ثلث الوظائف في المملكة المتحدة على مدى السنوات الـ20 المقبلة، وفقاً لتقرير بريطاني حديث. ومن المرجح أن تتربع النظم الآلية، على عرش الوظائف الأقل أجراً، لتهيمن على وظائف يجني عاملوها أقل من 30 ألف جنيه استرليني سنوياً، وهي تقدر بنحو 10 ملايين وظيفة. وقال خبراء إن الخطورة العالية لضياع فرص العمل البشرية تزامناً مع أفواج من الأيدي الآلية، والتي حددها التقرير، تشمل المكاتب والدعم الإداري، والمبيعات والخدمات، والنقل، والبناء، والإنتاج.

صحيفة «ديلي ميل» البريطانية ذكرت أن العديد من تلك المهن تأثر بالفعل بأنظمة الروبوتات، مع إشارة إلى أن 65% من موظفي المكتبات البريطانية فقدوا وظائفهم منذ 2001 وحتى اليوم، وكان نصفهم تقريباً يعمل في وظائف كمساعدين شخصيين وأمناء مكتبات.

في المقابل، تقدر الوظائف البعيدة عن تهديد سطوة الآلات بنحو 40% من الوظائف في بريطانيا، وهي تكمن في القطاعات التي تتطلب مهارات التعامل مع الآخرين، كالرعاية الصحية والتعليم، والأعمال الإبداعية، أو العلوم، والهندسة المسؤولة عن تطوير وإيجاد هذه الآلات وتطويرها.

التقرير أشار أيضاً إلى طبيعة الوظائف التي يتوقع أن تهددها الروبوتات، ومن بينها وظيفة إدخال البيانات، فالروبوت قادر على إدخال 70 كلمة كحد أدنى في الدقيقة الواحدة، مع كفاءة عالية في التعرف إلى النص، وكذلك المبيعات عبر الهاتف، حيث يمكن الرد على استفسارات العملاء بشكل سهل وبسيط من خلال برامج معدة لذلك، فضلاً عن احتمال شغل الروبوتات مهنة موظفي الاستقبال، ففي اليابان تم بالفعل الاستغناء عن بعض موظفي الفنادق والمتاجر واستبدالهم بروبوت متطور من تصميم «توشيبا».