اهتمام المرأة بالرجل واعتنائها بأدق تفاصيل حياته، غالباً ما يأتي بنتيجة عكسية تفقد معها المرأة اهتمام الرجل ومراعاته لمشاعرها، ولعل الأسلوب الأفضل لكسب اهتمام الرجل هو تجاهله، ولكن ما التجاهل الصحي الذي يعزز دفء العلاقة بدلاً من هدمها وتدميرها؟

طبيعة الرجل

تقول نورا المرزوقي، مدرب محترف معتمد في التنمية البشرية: الرجل ملول بطبعه، ويحب أن يشعر بالاستقلالية حتى بعد الزواج كما يتمسك بحريته وقراراته، وقد يفسر اهتمام زوجته وحرصها على راحته كنوع من السيطرة أو التحكم أو عدم الثقة أو فرض قيود على حياته، فيبدأ بالانسحاب والتجاهل في سبيل إيجاد راحته النفسية.

مسؤولية

وتابعت: إفراط المرأة في التعبير عن حبها ومشاعرها تجاه زوجها، غالباً ما يقتل في داخله الفضول تجاهها، فلا يفتقدها أو حتى يبادر بالسؤال عنها، وهنا تتحمل المرأة جزءا كبيراً من المسؤولية، لأنها تحب الاهتمام بطبيعتها وعاطفتها توحي لها بأن ما تفعله صحيح.

إهمال صحي

وحول النصائح التي توجهها للمرأة، أوضحت المرزوقي أن تجاهل الرجل أحد الحلول المجدية، ولكنها لا تقصد بالتجاهل أن تتخلى المرأة عن مسؤولياتها تجاه بيتها وأبنائها وزوجها، وقالت: على المرأة ممارسة تجاهل صحي يحافظ على العلاقة الزوجية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أن تقوم بتقليل اتصالاتها المتكررة بزوجها، وألا تذكره بما يجب أن يفعله لها، أو تملي عليه الكلام الذي تحب سماعه، كما ان عليها تجنب الثرثرة الزائدة وتدبر شؤون المنزل والأطفال قدر الإمكان دون الرجوع إليه كل دقيقة، وكل ذلك بهدف إثارة فضوله واهتمامه وتشجيعه على المبادرة والسؤال.

حب عقلاني

ومن جانبه أشار طارق الشميري، خبير إتيكيت، إلى أن المرأة التي تفهم نمط حياة زوجها تستطيع التعامل معه بسلاسة وسهولة، كما أوضح أن الحب العقلاني هو الذي يستمر ويزهو مع الأيام، وقال: تبدأ العلاقات غالباً بحب كبير من كلا الطرفين، وبعد مرور مدة معينة تدخل في مرحلة البرود ويشعر أحد الطرفين بالضيق والانزعاج نتيجة تغير طباع وسلوكيات الطرف الآخر، وهذا طبيعي، وبما أن المرأة أكثر تأثراً بهذه التغيرات، فإنها تسعى دائماً للإبقاء على الأشياء كما كانت في البداية، وهذا ليس صواباً ولا ينم عن حكمة وحنكة في التعامل، وكل ما عليها فعله هو التأقلم مع طرائق زوجها الجديدة بالتعبير عن الحب والاهتمام.

ارتياح

وأضاف: متابعة المرأة الدقيقة لتفاصيل حياة زوجها في العمل ومع أصدقائه، ومطاردتها له تعزز نفوره منها، وتجاهل الرجل من هذه الناحية يأتي بنتائج إيجابية، حيث إن عاطفة المرأة تجاه زوجها تدفعها أحياناً للعب دور رجل تحريات دون قصد، وعندما تهمل المرأة هذا الدور يشعر الرجل بارتياح أكبر أثناء التعامل معها، ويصبح أكثر فضولاً للسؤال عنها.

نصيحة

ويوجه الشميري نصيحة للمرأة يؤكد فيها على أهمية الالتفات لنفسها، وقال: قد يتحول اهتمام المرأة إلى مصدر إزعاج لدى الرجل، وهنا عليها التخفيف من هذا الاهتمام حفاظاً على صحتها النفسية، وتجنباً للصدمات.

تودد زائد

تؤكد نورا المرزوقي، مدرب محترف معتمد في التنمية البشرية، أن ملاحقة الزوج بالتودد الزائد والأسئلة وإظهار الاهتمام بشكل مبالغ فيه، يضع الزوج تحت ضغط نفسي، ويجعله أقل اكتراثاً بالسعي نحو رضا زوجته.