تستعمل النساء في المغرب ومنذ القدم وصفات تقليدية من الطبيعة الغنية التي يعشن فيها، ونقلن عن جداتهن أسرار الجمال الطبيعي، إذ إن جمال الوجه والجسد عند المرأة بالمغرب يولى عناية خاصة باعتباره تأشيرة الدخول إلى قلب الزوج، واعتمدت النساء إلى يومنا أهم الوصفات الناجحة بالتجربة عبر الزمن، كاستعمال نوع من المحار البحري الصغير والذي يطلق على حباته اسم «الودعة»، والذي يحقق نتائج مبهرة على الوجه، إذ يجعل البقع تختفي في مدة وجيزة من استعماله، ويوحد لون البشرة، ويمحو آثار حب الشباب، ويخلص الوجه من الرؤوس السوداء والبثور، فيصبح الوجه لامعاً صافياً كأنه سطح المحارة البيضاء.
ونجد الودعة القادمة طبعاً من البحر باعتبارها هيكلاً عظمياً لنوع من الرخويات البحرية، في محلات العطارة بمختلف المدن المغربية، إذ تباع بالواحدة، أو على شكل مسحوق جاهز، وغالباً تفضل النساء شراءها على طبيعتها وتحويلها إلى مسحوق بودرة، عبر القيام بدقها باستعمال «المهراز» وهو أداة دق وطحن يدوية مصنوعة من النحاس، ولا يمكن للودعة أن تسحق بأية طريقة أخرى، لأن استعمال أدوات كهربائية يتلف الأداة نظراً لقوة المحار.
ولتحضير قناع بودرة الودعة، ينبغي توفير نوع معين من الليمون الأصفر والذي يسمى «ليمون الدق»، وهو صغير الحجم مقارنة مع الليمون العادي، كما أن له خصائص علاجية متعددة، إذ يتم عصره وإضافته إلى مسحوق الودعة، مع رشة صغيرة من مسحوق «العكار الفاسي» والذي يعتبر أيضاً من المواد المهمة في التجميل، ونحصل عليه بتجفيف الأزهار الحمراء «بلعمان» وطحنها. يستعمل قناع «الودعة» مرتين في الأسبوع، ومرة واحدة إذا كانت البشرة حساسة، ويترك على الوجه بين ربع ساعة ونصف ساعة، ثم ينظف بماء دافئ، ويمسح الوجه بعدها بماء الورد البلدي المقطر، الذي يباع في السوق، وهناك من النساء من يفضلن تحضير «ماء الورد» سنوياً في بيوتهن، عبر تقطير الورد البلدي في فصل الربيع، باستعمال آلة «القطارة» المصنوعة تحت الطلب من مادة النحاس عند صانع تقليدي.