فتح الروائي البريطاني الشهير مارتن أميس النار بقوة، أخيرا، على زعيم حزب العمال الجديد جيرمي كوربين، وتراوحت أوصاف الرصاصات الموجهة إليه بين محدودية التعليم والافتقار إلى المرح والانتماء إلى السياسيين من الدرجة الثالثة.

وأفادت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، في تقرير لها نشر أخيراً، أن أميس نعت كوربين اليساري بالمستفيد المحظوظ من موجة الارتفاع الحاد في الاحتجاجات، مستنكراً ما وصفه «بافتقاره لأدنى مقومات القيادة الوطنية»، متخوفاً من أن يودي كل ذلك بحزب العمال إلى أن يصبح «غير مستحق لصوت أي ناخب»، ودعا إلى النظر جدياً إلى «عيوب» كوربين.

أشارالروائي خريج أكسفورد إلى أن كوربين ناقص التعليم، معتبراً أنه ليس هناك من تعبير آخر لوصف تحصيله العلمي، حيث قال إن عملية تعليم كوربين قد توقفت بسن الثامنة عشرة، حيث حصل الأخير على علامتي رسوب في مرحلة التعليم المتقدم، وأخذ يتخلف عن حضور صفوفه الجامعية عاماً بعد عام.

وتابع أميس مسلسل الانتقاد بالقول:«إن كوربين ذكر استمتاعه بالقراءة والكتابة وكأنهما هوايتان، في حين أنه لا يتمتع بهالة الحماسة التي تؤهله لأن يكون ذاتي التعلم. وأعتقد أن حقيبته لا تحتوي إلا البيانات والملفات الخاصة بمنصبه».

وتمنح السيرة الذاتية الفكرية لكوربين، وفق أميس، الانطباع الراسخ حول صلابة التفكير وبطء الفهم، حيث يبدو أساساً غير مهتم بأي شيء يتعدى محيطه المباشر.

ويصف أميس الستيني، الذي أمضى عشرينات عمره مقرباً من أوساط دائرة المثقفين، كوربين بأنه يفتقر إلى المرح، بشهادة العديد من الصحافيين الآخرين الذين عادة ما يعلقون على الأمر بنبرةٍ من الامتعاض الفائض. ويزيد أميس عيار الهجوم، فيصف كوربين العبوس بأنه نكتة بحدّ ذاته، لن يفهم معناها مطلقاً.

ويمضي أميس ناقداً، مصنفاً كوربين بالسياسي من الدرجة الثالثة، صاحب الأفكار المستعملة المهلهلة، ويعتبر أنه:«يفتقد لأدنى مقومات الشخصية الوطنية، وهو ما يعتبر أكبر عيوب أي سياسي، فكيف إذا كان حامل الشعلة»

ويرى أميس اقتراح كوربين بخروج بريطانيا من حلف «ناتو» أنه يشل العلاقات المميزة بين لندن وواشنطن، ويظهر عدم مبالاة بالماضي والمستقبل.

أما فيما يتعلق بسياسات كوربين الخارجية، فاكتفى أميس بالتعليق على ما أسماه الإرهاب الدولي، وقال إنه حين تمكن كوربين، أخيراً، من توضيح ما يأمل حصوله في منطقة الشرق الأوسط، تباهى ب«صداقته» مع حركة حماس، واعتبر على نحو أدهى أن أحداث السابع من يوليو 2005 لم تكن إلا عملاً انتقامياً، على مبدأ العين بالعين والسن بالسن، رداً على غزو العراق.

ويلاحظ أميس في هذا الإطار وجود نوع من العادة العقلية الانعكاسية التي تسعى إلى خلق «تعادل» تركيبي أخلاقي في كل فرصة سانحة، وتساوي بشكل براق بين مقاتلي تنظيم «داعش» وجنود تحالف «الفلوجة».

ومن هذا المنطلق، يحذر الحائز على جائزة بوكر من «أن يصبح حزب العمال بقيادة كوربين معادلا يساريا للحزب الجمهوري الأميركي، بمعنى أن يصبح»متقهقراً ولا أمل فيه، ومنغمساً، مثيراً للشفقة، يرى أنه أقوم أخلاقاً من الآخرين، غير محرج إطلاقاً من نوبات غضبه المتكررة، وعدائه المحتم والمتفاقم للديمقراطية، وبالتالي اعتباره منطقياً غير جدير بأي صوت انتخابي.«

ويعتقد أميس أن ضمان كوربين لمدى 30 عاماً لمقعد آمن في حزب العمال عن شمال لندن،»جعله يتشبث بسرور بأمور يعرفها مسبقاً”.