يدشن مهرجان دبي السينمائي الدولي في 9 ديسمبر المقبل عامه الـ 12، حاملاً معه 134 فيلماً تم اختيارها من بين 3300 فيلم، ليعكس بشعاره «مشاهد بلا حدود»، ما يسكن جمهوره من شغف سينمائي، يتجسد على مدار 8 أيام، ستشهد العديد من حفلات السجادة الحمراء التي ستتزين بكوكبة من نجوم السينما العربية والعالمية. هذا العام، سيطلق المهرجان عرسه السينمائي على وقع أحداث الفيلم الدرامي «رووم» للمخرج ليني أبراهامسون.
فيما يسدل ستارته بأحداث فيلم «النقص الكبير» الزاخر بنجوم هوليوود، ليعيدوا من خلاله إلى الأذهان، وقائع الأزمة الاقتصادية التي عاشها العالم في 2008، ليظل للسينما العربية مكانها الخاص في قلب «دبي السينمائي»، الذي يعرض هذا العام أكثر من 70 فيلماً، تعد من أفضل إنتاجات السينما العربية، 40 منها يعرض للمرة الأولى عالمياً، و9 أفلام تعرض لأول مرة دولياً، وذلك بحسب ما أعلن عنه عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في فندق مينا السلام بمدينة جميرا بدبي، وحضره مسعود أمر الله آل علي، المدير الفني للمهرجان، وشيفاني باندنا المدير الإداري للمهرجان، وقدمه الإعلامية ريا أبي راشد.
مهمة صعبة
بمجموعة من الأفلام الروائية وغير الروائية، التي تمثل كافة أصناف السينما، والقادمة من 60 بلداً، وتنطق بأكثر من 40 لغة، يطل المهرجان وسط تحديات جديدة تفرضها ما تعيشه المنطقة والعالم من أحداث.
ليأتي حديث عبد الحميد جمعة في بداية المؤتمر حول أمنياته بـ «استمرارية الحوار مع انفسنا أولاً، ثم مع الآخر». وقال: هذا الحوار ضروري، لنشرح للآخر من نحن، وبتقديري، لا أحد يستطيع القيام بهذه المهمة أفضل من الثقافة والسينما، لأن المبدعين هم الأكثر قدرة على إعطائنا الأسباب لما يجري حالياً في العالم، من وجهة نظر سينمائية، مشيراً إلى أن وصول المهرجان إلى الدورة الـ 12 يثبت نضوجه وقوة أدواته، قائلاً إن الفيلم الإماراتي أخذ يسير في الاتجاه الصحيح، وأصبح قوياً.
وأضاف: في هذه الدورة، أعتقد أن المهمة ستكون صعبة أمام لجان التحكيم، نظراً لقوة الأفلام التي نعرضها. وتابع: «عندما أرى كل هذه الطاقات والإبداعات والبرامج والأنشطة، أشعر بالفخر بما يقدمه المهرجان من أفلام عربية غنية بالرؤى والأفكار، وقادرة على منافسة الإنتاجات العالمية»، مبيناً أن المسؤولية التي يتحملها المهرجان كبيرة منذ انطلاقتها الأولى، مؤكداً في الوقت ذاته على أن التنسيق مع المهرجانات الأخرى موجود، في إشارة منه إلى تكامل المهرجان في علاقته مع نظرائه العرب. وقال: «الود مع المهرجانات العربية الأخرى موجود والمنافسة معهم موجودة كذلك».
4 أفلام طويلة
مسعود أمر الله، أكد من جهته، أن مسابقات المهرجان لهذا العام بدت قوية في أفلامها، مشيراً إلى أن 60 فيلماً تحمل تواقيع مخرجين مهمين في العالم، ستتنافس على جوائز المهرجان في مسابقات المهر الطويل، والمهر الخليجي، والمهر الإماراتي، قائلاً: «لدينا في المسابقة 22 فيلماً بإخراج نسائي، معظمها عربية، وبتقديري، أن هذا يشكل تطوراً مهماً في السينما العربية والخليجية، كما أنه يمنح المسابقات زخماً كبيراً».
مبيناً أن 4 أفلام طويلة تتنافس على جائزة المهر الإماراتي، وهو ما اعتبره ظاهرة جميلة، تحدث للمرة الأولى في تاريخ المهرجان. وأضاف: «بلا شك أن الأفلام المشاركة في المسابقات، ستستولي على مشاعرنا وأفكارنا، فيما نستعرض أعمال نخبة المخرجين من أجيال متتالية، في تشكيلة غنية ومتنوعة تناسب أذواق جمهورنا».
أمر الله أشار في حديثه إلى استحداث المهرجان لمسابقة «المهر الخليجي» التي يتنافس فيها الأفلام الخليجية، وفي رده على سؤال «البيان» حول سبب فصل المهرجان للمهر الإماراتي عن الخليجي، أجاب: «السبب الرئيس هو أن السينما الإماراتية وإنتاجاتها متقدمه أكثر عن نظيرتها الخليجية، إلى جانب أن الغالبية العظمى من الأفلام الخليجية المشاركة هي قصيرة، بينما نجد أن المهر الإماراتي يتضمن 4 أفلام طويلة، ما يعقد مهمة لجنة التحكيم في حالة جمعها ضمن فئة واحدة».
فيما أكد جمعة في رده على سؤال «البيان»، استمرار وجود مسابقة «التحريك» الجديدة، والتي تم الإعلان عنها أخيراً، رغم الإعلان عن تأجيل عقد دورة مهرجان «حرك دبي» الأولى التي كانت مقررة بداية ديسمبر المقبل.
تحكيم المهر
إدارة المهرجان أكدت خلال المؤتمر، أن نخبة من خبراء صناعة السينما سيتولون عضوية لجان تحكيم مسابقات المهر، الهادفة إلى تكريم أصحاب المواهب الإماراتية والخليجية والعربية. لجنة تحكيم «المهر الطويل»، ستكون هذا العام برئاسة الكاتبة والمنتجة والمخرجة المرشحة لجوائز الأوسكار، ديبا ميهتا.
وتضم في عضويتها مخرج الأفلام الوثائقية الأسترالي توم زوبريكي، والممثل المصري خالد النبوي، والمخرجة والشاعرة نجوم الغانم، والمخرجة العراقية ميسون الباجه جي، فيما يترأس لجنة تحكيم «المُهر القصير»، و«المُهر الخليجي» للأفلام القصيرة، المخرج الآيسلندي فريدريك تور فريدريكسن، إلى جانب المخرجة التونسية هند بوجمعة، والمخرج والمنتج علي مصطفى.
أما لجنة تحكيم «المُهر الإماراتي»، فيرأسها منتج الأفلام الدنماركي، كيم ماغنوسن، وينضم إليه الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي، والدكتورة حصة لوتاه، أول مخرجة تلفزيونية إماراتية، والتي نالت على جائزة روّاد الإمارات من صاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تكريماً لإنجازاتها ومساهمتها في مسيرة نجاح الإمارات.
عزت العلايلي مكرماً
جائزة تكريم إنجازات الفنانين، ستكون هذا العام من نصيب 4 من عمالقة السينما، هم التونسي الفرنسي سامي بوعجيلة، والهندي نصر الدين شاه، والفرنسية كاثرين دينوف، والمصري عزت العلايلي، الذي تمتد مسيرته على مدار 5 عقود، قدم خلالها أدواراً سينمائية حازت على قلوب الجماهير، وجعلت منه أحد أعمدة السينما العربية والمصرية، حيث سبق له لعب بطولة فيلم «الأرض».
عروض الهواء الطلق
محبو الفنان الفلسطيني محمد عساف، سيكونون على موعد مع فيلم «يا طير الطاير» للمخرج هاني أبو أسعد يوم 11 ديسمبر، حيث سيتم عرضه مجاناً ضمن قائمة «عروض الهواء الطلق»، التي ستقام في منطقة «ذا بيتش»، والتي سيتم افتتاحها بفيلم «سافا ـ قلب المحارب» للمخرج ماكس فادف يوم 10 ديسمبر، وتضم القائمة أيضاً فيلم «كلاسيكو» للمخرج هالكوت مصطفى، حيث تدور أحداثه في شمالي العراق، بالإضافة إلى فيلم «الفك المفترس» الكلاسيكي للمخرج ستيفن سبيلبيرغ، في الذكرى الأربعين لانطلاق الفيلم، وفيلم «سيّدة الڤان» .
دراما نفســـية مثيـرة بتـوقيــــــــــــع لــــــــــيني أبــــــــــــــــــــراهامسون
جاك صبي يبلغ من العمر 5 أعوام، يعيش في كنف والدته المخلصة «لارسون»، في وضع يكاد يكون أبعد عن المنطق، حيث الاثنان محاصران في مكان صغير أشبه بغرفة، كما اعتاد والده جاك أن يسميه، وداخلها استطاعت أن تخلق عالماً كاملاً يوازي ما هو موجود خارج أسوار الغرفة، إلا أن الفضول ينمو بداخل «جاك» حول وضعهم، لتقوم والدته بوضع خطة محفوفة بالمخاطر من أجل الفرار وولدها من الغرفة، ذلك مخلص عام لفيلم «رووم» للمخرج ليني أبراهامسون، الذي يستند فيه على رواية واقعية تحمل الاسم ذاته للكاتبة إيما دونوغو، ويلعب بطولته بري لارسون، ويعقوب تريمبلي وجوان ألين وويليام مايسي. الفيلم حاز على إعجاب النقاد الذين وصفوه بالدراما النفسية المثيرة، كما حاز أيضاً على جائزة الجمهور في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في دورته الأخيرة.
حيث يستدعي الفيلم قصة حقيقية وقعت لشابة تدعي «ما»، ظلت رهينة لمدة 7 سنوات في مخبأ بحديقة مختطفها، ليبدو أن هذا الفيلم سيشكل انطلاقة جديدة للإيرلندي ليني أبراهامسون، بعد تقديمه لمجموعة أفلام ازدحمت بقضايا الإدمان والمخدرات والانتحار وغيرها. «حاولنا تنبيه الجميع أن القصة تدور أيضاً حول الأمل والحب والطفولة والأبوة والأمومة، والأكيد أن للناس تجارب في هذا المستوى، فلا يجب أن يشعروا بالخوف»، بهذا التعبير حاول المخرج ليني أبراهامسون، وصف فيلمه الجديد خلال مقابلة أجريت معه أخيراً، والتي أكد فيها على ضرورة أن يكون الجمهور مثل هذه الانطباعات عن هذه النوعية من الأفلام».
ولتتمكن من تجسيد دورها ومنحه المصداقية، فقد سعت بطلته بري لارسون إلى عزل نفسها عن العالم لفترة محددة، وأشارت في مقابلة معها، إلى أن أكثر ما أحببته في هذا الدور، هو حصول البطلة على شيء يبدو صعب المنال في الظاهر، ولكنها وجدته بفضل قلبها الكبير وقدرتها على الحب، وتابعت: «أحببت كثيراً هذه التجربة الإنسانية، إنها الطريقة المثلى للعثور على الحب والبقاء على قيد الحياة، رغم الظروف القاسية».
حفل خاص لجائزة «آي دبليو سي»
3 من صناع الأفلام الخليجية، هم السعودية شهد أمين، والقطري خليفة المريخي، والإماراتية ليلى خليفة، سيتنافسون هذا العام على جائزة «آي دبليو سي شافهاوزن» للمخرجين الخليجيين في دورتها الرابعة، والتي سيترأسها المخرج هاني أبو أسعد، وينضم إليه في اللجنة، الممثلة التونسية هند صبري، وجورج كيرن، الرئيس التنفيذي لشركة «آي دبليو سي شافهاوزن»، وعبد الحميد الجمعة رئيس مهرجان دبي السينمائي.دبي ـ البيان
فعاليات خاصة على هامش المهرجان
تشهد دورة المهرجان عديد الفعاليات الخاصة، ومنها احتفالية مجلة «فيلم فير»، بالذكرى الخامسة على انطلاقها في الشرق الأوسط، وبهذه المناسبة، ستهنئ المخرج الإماراتي علي مصطفى و5 نجوم كبار في صناعتي السينما والموسيقى الهندية، هم الممثل شاروخان والممثلة كاجول، والممثل والمغني الباكستاني فواد خان، والنجم نيفن بولي، من جنوبي الهند،كما سيتم تكريم الموسيقي والمغني بابي اهيري. دبي ـ البيان
28 جلسة في سوق دبي السينمائي
بالتزامن مع فعاليات المهرجان، تُقام فعالية سوق دبي السينمائي، والذي ساهم منذ انطلاقه في دعم أكثر من 270 مشروعاً، وشارك في إنتاج أكثر من 100 فيلم، حيث سيتضمن السوق لهذا العام أكثر من 28 جلسة نقاش وورشة عمل، ومن أبرزها، حوار مع رئيس المحتوى لدى شبكة «نتفليكس»، تيد ساراندوس، ويخصص السوق يوماً للحديث عن تمويل الأفلام ومناقشة تقنيات الواقع الافتراضي. كما تُقام أنشطة التواصل لإقامة علاقات العمل، وتوفير الدعم الكامل لإنتاج النصوص السينمائية للمخرجين الناشئين، بما في ذلك تطوير المهارات والإنتاج المشترك، والدعم في مرحلة ما بعد الإنتاج، والمنصة التجارية.
شيفاني بانديا المدير الإداري للمهرجان. قالت: «يُعتبر سوق دبي السينمائي أحد العناصر الجوهرية للمهرجان، فهو يوفر مجموعة من الفرص الفريدة للناشئين في المنطقة، ويتيح لهم لقاء المخرجين، وأبرز العاملين في القطاع عالمياً. دبي ـ البيان