«دبي جاردن جلو» مشاهد فنية مضيئة ملتقطة في تشكيل متكامل بحاستي النظر والسمع، مستوحاة من قصص الأطفال وسطوة الإبداع في عجائب الدنيا المشحونة بالأساطير القديمة وبمشاعر البهجة والأمل الذي يعتريك عندما تلمح مجسمات «دبي السعادة»، ومسجد الشيخ زايد الكبير الذي يقف عند خط النهاية لرحلتك.
نفحات السحر
أغلق هاتفك وعلق جميع أجهزتك المحمولة، لتعبر نفحات السحر عبر بوابة الدهشة رقم (6) لحديقة زعبيل، تحت سطوة الإبهار الذي يحبس الأنفاس، فأنت على موعد مع إضاءات «دبي جاردن جلو» المتناغمة مع ايقاع الموسيقى النابض في الأرجاء، على مساحة 160 ألف متر مربع، والكفيلة بتحريرك من عباءتك المثقلة بالروتين والمشحونة بالأفكار المتناقضة، لا تستغرب شعورك بالفرح كما الأطفال وإحساسك أن العديد من مشاهد الحديقة، تتشابه إلى حد بعيد مع رؤى أحلامك، فلا عجب ان تستقبلك سلات «أزهار الفاوانيا» القادمة من موطنها الأصلي في آسيا والجنوب الغربي من أوروبا وأميركا الشمالية وهي من أكثر الأنواع شيوعا في حدائق الزهور، حيث يقدر عدد أنواعها من 25 إلى 45 نوعاً.
الشغف المتلألئ
تقودك خطواتك المتسارعة على الرغم منك، للوقوف أمام «الشجرة الناطقة» متأملاً في سكون عقلك ونبض قلبك في التحام حميم لتتدفق أفكارك، وأنت تشاهد تراكيبها على ارتفاع 9 أمتار والمكونة من 10.000 قارورة، تحتوي مفردات الحكمة تناجيها عبر العصور، تود أن تطيل الوقوف عندها، ولكن عينيك تتابع بشغف «الحديقة المتلألئة» فهي غوايتك الأثيرة للانتقال بين مرحلة وأخرى، بين الفنون والابتكار، وبين الدقة والأسلوب، حيث يخيل لك أنك تمكنت من الوصول إلى الضفة المقابلة وأنت تطالع، «العودة إلى عصر الديناصورات» من خلال معسكر «دينو» الذي يحكي قصة تلك الحيوانات التي عاشت قبل 65 مليون سنة وعادت مجدداً لتجوب الأرض.
تناغم الحواس
إلا أن الحقيقة هي أن كل ضفة تقابلها ضفة أخرى عليك التوقف عندها، كتجربة ذاتية خالصة برفقة حواسك المتوقدة في تناغم الحركة والأصوات لمجسم استخدم في بنائه 170.000 قنينة دواء، وهي «مزهرية العنقاء» ذلك الاسم العربي للطائر طويل العنق، وترجع أصل تسمية الطائر الأسطوري «الفينكس» إلى مدينة يونانية، فيما تربط الأساطير الفرعونية القديمة العنقاء بالتوق إلى الخلود والبعث المقترن بالشمس، فهو يموت في عرض مكون من ألسنة اللهب.
مشهد الألوان
مروراً برحلتك سيراً على الأقدام في زيارة شبه حقيقية لمحمية «ماساي مارا» الطبيعية لأول مرة، لتشهد هجرة الحيوانات البرية وصولاً إلى أزهار الزنبق في هولندا، لتشبه بألوانها الجميلة قوس قزح، لتتخيل في النظرة الأولى كأنها أقلام ملونة لطفل صغير، ما يفقدك توازنك بمجرد النظر إليه ويجعلك تتساءل، هل هناك ما هو أجمل من هذا في العالم؟!
النمل الراقص
في زاوية أخرى تقام «حفلة النمل» الراقصة على ايقاعات الموسيقى، وهو ينقل الطعام في حركة منظمة من البهجة والانضباط، لتبدو كأنها عوالم حكايات وأساطير ألف ليلة وليلة، مسحورة توقظ مواطن الخيالات، وتحرك الساكن من المشاعر والأحاسيس الملتفة بغموض تلك العوالم السحرية، ثم تهرع لمداعبة الضوء المنبعث من مجسمات الجزر العملاق المتلبس أشجار النخيل لتكلم بريقها المشع بلغة الإيماء، بحثا عن الإلهام الأشبه بشحنة تبدأ منها روايتك الخاصة لحديقة من جسد الأحلام.
أساطير الربيع
«دبي جارن جلو» تأخذك حيث السماء الشاسعة، والأرض المترامية الأطراف، و«طواحين الهواء» المسكونة به والمسكون بها، والتي يستمد من صمتها وسكونها، كما من زوابعها وتحركات قصة «أزهار التوليب» المتيمة بالربيع تنام وتستيقظ على أساطير تناقلتها الألسن والأنفس جيلاً بعد جيل. وهناك تستقر «سماء دبي» لتكشف عن صورة بانورامية لمدينة دبي من خلال عمل فني يدوي من تركيبة معقدة من القوارير الزجاجية التي تشكل مجسماً لبرج خليفة بارتفاع 14 متراً.
فنون معالجة
لن تقف عند أعتاب «غابة الأحلام»، بل تتجاوزها شغفاً وتمضي متأنياً في تأمل تلك المعاني الفلسفية الحياتية التي تثرى جوانبها لمفهوم الترفيه والتعلم المبطن برسائل اجتماعية عن خفض الانبعاثات الكربونية والحفاظ على العالم من خلال إعادة التدوير، لتقدم تجارب متنوعة «فنون في النهار وتألق في الليل» الذي لا يستهلك سوى 597 واط من الطاقة بفضل مصابيح LED المنخفضة الكلفة والاستهلاك.