قام فريق من العلماء والباحثين، بتحديد بقايا عاصفة شمسية ضخمة في جليد غرينلاند والقطب الجنوبي ـ يعود عمرها إلى أكثر من 1000 عام، ما يؤكد أن النشاط الشمسي يختلف بشكل دوري نتيجة لأحداث منفصلة، ما يشكل اضطراباً ومخاطر جسيمة على الفعاليات والمناشط اليومية، وكذلك التأثير على الطقس وانهيار نظم الاتصالات عبر الأقمار الصناعية واستنفاد طبقة الأوزون.
وكان الدكتور علاء الدهان، أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة الإمارات العربية المتحدة، قد شارك في دراسة عالمية ضمن فريق عمل بحثي من أجل تحديد بقايا عاصفة شمسية ضخمة في جليد غرينلاند والقطب الجنوبي مع مجموعة من الباحثين من جامعتي لوند وأوبسالا في السويد، ومعهد شيرر بول في زيورخ ومعهد نيلز بور في الدنمارك، ومختبر بيركلي لعلوم الفضاء وجامعة بوردو في الولايات المتحدة الأميركية.
أحداث منفصلة
وأشار الباحث الدهان في تقريره البحثي، إلى أن نشاط الشمس يمكن أن يختلف بشكل دوري أو نتيجة لأحداث منفصلة مع مقياس لا يمكن التنبؤ به. وترتبط هذه الأنشطة الشمسية بانبعاث جسيمات مختلفة وطاقة من الشمس، وعندما يكون هذا الانبعاث ضخماً يسمى بالعاصفة الشمسية.
وأوضح الدهان: إن من الظواهر التي تصاحب العواصف الشمسية في الغلاف الجوي للأرض وطقس الفضاء هي الشفق. ويمكن للعواصف الشمسية هذه تشكيل اضطرابات ومخاطر جسيمة على العديد من الأعمال اليومية مثل انهيار الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والملاحة. ومن الآثار غير المباشرة للعواصف الشمسية على مناخ الأرض هي استنفاذ الأوزون وتآكل الغلاف الجوي.
وقام الفريق بنشر بيانات ونتائج الدراسة في مجلة Nature Communications، حيث إن النتائج تدعم وجود بقايا اثنتين من العواصف الشمسية القوية المؤرخة منذ أكثر من 1000 سنة في الجليد في غرينلاند والقطب الجنوبي.
وأضاف أن هذه البيانات الجديدة وفرت أول تقييم موثوق به حول تدفقات الجسيمات المرتبطة بالعواصف الشمسية، وبالتالي يمكن أن تؤدي إلى إعادة تقييم المخاطر ذات العلاقة بها، وآليات التخفيف من الآثار المترتبة على تغير إمدادات الطاقة، وأنظمة الاتصالات والمناخ في المستقبل.
بنية تحتية
من جانبه، أكد الدكتور أحمد مراد، عميد كلية العلوم، أهمية هذه المشاركة التي تعزز مكانة الجامعة عالمياً وتحقق رؤيتها، مشيراً إلى أن دعم إدارة الجامعة المستمر جعل كلية العلوم تضم بنية تحتية ومختبرات عالمية تساعد الباحثين والطلبة على إجراء البحوث ونشرها في أفضل المجلات العالمية.
لاسيما وأننا أصبحنا على أعتاب ارتياد الفضاء، بعد أن أولت حكومتنا الرشيدة اهتماماً خاصاً ببحوث علم الفضاء وأوجدت لذلك مراكز بحثية متخصصة، سيكون لها انعكاسات إيجابية في المستقبل في مجالات البحوث العلمية كافة والتطبيقات العملية على أرض الواقع.