نفى الكرملين، قيام الرئيس الروسي فلادمير بوتين بأعمال منزلية في مكتبه، بعد أن اشتبهت أوساط إعلامية، أخيراً، في أن اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي بوزيري الدفاع سيرجي شويغو والخارجية سيرجي لافروف، تمّ على خلفية صور أظهرت ما يشبه طاولة كيّ، ما استدعى التأكيد أن تلك «ماكينة تعقيم للهواء»، منعاً لإصابة الرئيس بالزكام. ومنعاً للتسيب كذلك، هدد بوتين بإعدام أحد المسؤولين الكبار، في حال لم يكتمل بناء الجسر الذي يربط بين القرم وروسيا في موعده.
وأفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، بأن صورة بوتين أثناء عقده لقاء مع كبار المسؤولين في الكرملين، انتشرت بشكل فيروسي عبر الإنترنت، بعد أن رصد بعض المستخدمين ما يشبه طاولة الكيّ في الخلفية، وتساءلوا بشكل ساخر عن سبب عدم إبعادها من المكان، أثناء انعقاد مثل هذا اللقاء المهم.
واضطر الكرملين إلى نفي إبقاء بوتين طاولة كي في مكتبه، وأفاد أن اللوح الذي بدا خلفه مباشرةً، مستنداً على عجلات، ليس إلا جهازاً للتعقيم، وهو يعمل على تنقية الهواء في الأماكن العامة، بما فيها المستشفيات.
ونقلت الصحف عن مصادر رسمية مطلعة، أن طاولات الكي والمكانس الكهربائية والمماسح والدلاء، وحتى المنافض «يحظر دخولها إلى الكرملين».
وأضاف أحد هذه المصادر أنه: «بالنسبة لكل ما يتعلق بديكور المكتب الخاص برئيس الدولة، فإن تلك أمور تخضع بشكل صارم لبرتوكولات إدارة القصر الرئاسي، وإن كل ما تراه هناك لا يوجد صدفةً، بل لكل شيء مكانه الخاص، وترتيب عرض الأغراض في مكتب الرئيس يتم تنسيقه بشكل محدد من قبل الدوائر المختصة».
وأشار الكرملين إلى أن جهاز التعقيم يحمي بوتين من مسببات الأمراض الممكنة، التي قد يدخلها الزائرون إلى مكتبه، وقال إن الآلة «تقتل بين 90 و99 في المئة من الكائنات الحية المنقولة في الهواء خلال ثوانٍ معدودة». وأكد وجود العديد من الآلات المشابهة، كما أدوات تنظيف الأحذية المنتشرة على كل مداخل المبنى.
من الواضح أن بوتين حريص جداً على صحته، تماماً كحرصه على فرض هيبته، وقد هدد بإعدام مسؤول في القرم شنقاً، في حال لم يكتمل بناء جسر بحلول ديسمبر 2018.
ونقل الصحافيون عن بوتين، قوله: «لا بد أن يكون هناك شخص محدد سيتم إعدامه، فيما لو لم يكتمل بناء الجسر».
تجاوزات بوتين لم تقف عند التصريح عن إعدام أحدهم، بل امتدت إلى دعم المحسوبيات، حيث تم الكشف، أخيراً، عن هوية مالك دارةٍ في لندن تبلغ قيمتها 35 مليون جنيه إسترليني، وتعود لأندريه ياكونين، ابن الصديق الذي كان مقرباً جداً يوماً لبوتين.
ويعتبر أندريه ياكونين، الذي يملك قصراً مؤلفاً من ثماني غرف نوم في سانت جون وود، بشمالي لندن، ابن فلاديمير ياكونين، العضو السابق المندرج في دائرة المقربين من بوتين، وقد وضع اسمه على اللائحة السوداء في أميركا عام 2014.
وتأكدت هوية المالك الحقيقي، بعد أن أصدرت دائرة تسجيل الأراضي، أخيراً، لائحة كاملة باسم 40 ألف شركة ساحلية تملك حوالي 100 ألف عقار في لندن.
وقيل إن أندريه، المستثمر في سلسلة فنادق روسية، قد تملك المنزل كعقار استثماري من خلال شركة «تريفوس فاينانشال كوربوريشن»، الواقعة في فيرجين آيلاندس، والقصر مؤلف من ثماني غرف نوم، وبركة سباحة وصالة سينما، ومخزن مشروبات. كما أنه يضم خادمين مقيمين مسجلين في لوائح الناخبين.
أما فلاديمير ياكونين، الذي ذاع صيته في روسيا، بوصفه أحد حلفاء بوتين المقربين، والرجل الأقوى في روسيا، فتنحى العام الماضي من منصبه كمدير مصلحة السكك الحديدية في روسيا، وأشار الإعلام الروسي، إلى أن الخلاف الذي وقع بين ياكونين وبوتين، على خلفية قرار أندريه التقدم بطلب للحصول على جواز سفر بريطاني، قد قطع حبل الودّ بين الرجلين، علماً بأن المتحدث الرسمي باسم مصلحة سكك الحديد، قال إن ياكونين غادر الوظيفة ليخوض غمار مهنة برلمانية، وأن أندريه اليوم يحمل جواز سفر بريطانياً.
جسر
أشار بوتين إلى أن فكرة بناء جسر كيرتش، ظهرت أولاً في عهد القيصر نيكولا الثاني، لكن تم التخلي عن المشروع في حينه بسبب الحرب، وأتى كلام بوتين خلال زيارة له لموقع المشروع، الذي وصف بـ «المهمة التاريخية»، التي تقضي بمدّ جسر بطول 12 ميلاً بكلفة تصل إلى 2.12 مليار جنيه إسترليني، وتتكفل ببنائه شركة يملكها شريك بوتين في ممارسة رياضة الجودو، أركادي روتنبيرغ.
وقال بوتين في هذا الشأن: «أدرك أسلافنا أهمية إقامة الجسر بين القرم والقوقاز، وحاولوا بناءه، دعونا نأمل أن نكون نحن من ننهي هذه المهمة التاريخية».